Advertise here

هل حُسِمت مشهدية "فرعيّة" الشمال؟

27 شباط 2019 15:53:35

أيًّا يكن رفع السقوف الذي انتهجه تيار المستقبل من باب "المظلومية" التي رُمي بها، حسم المجلس الدستوري قراره لجهة إبطال نيابة ديما جمالي، عضو كتلة المستقبل، ووضع التيار الأزرق أمام أمر واقع عنوانه العريض: انتخابات فرعية في طرابلس وفق القانون الأكثري.

لم يخرج "المستقبل" بعد من هذه الصفعة خصوصًا أن الرئيس سعد الحريري لا تنقصه نكساتٌ بعدما استقرّت أوضاع البلاد السياسية وتشكّلت الحكومة وانبرى الرئيس الحريري لوضع خطط النهوض بالوضع الاقتصادي، وبالتالي لم يكن الوقت مناسبًا على ما تؤكد مصادر "المستقبل" لمثل هذا القرار الذي سيحتل حيزًا كبيرًا من انشغالات الحريري في الأيام المقبلة. يصرّ "المستقبليون" على أنّ القرار "مسيّس"، فيما ترتفع في المقابل صرخة "اللقاء التشاوري" باعتبار أن إبطال نيابة جمالي يحتّم فوز ناجي طه بالكسر الأكبر.

لم يعد بيت القصيد في تسويع قرار "الدستوري" أو دحضه، بقدر ما بدأت الماكينات الانتخابية تجهّز نفسها لحربٍ انتخابيّة جديدة لن تكون سهلةً حتى لو كان القانون أكثريًّا. لماذا؟ لأنّ الانتخابات الأخيرة أرست موازين قوى جديدة في طرابلس وجعلت من الرئيس نجيب ميقاتي رقمًا صعبًا. أغلب الظنّ، حسنًا فعل الرئيس الحريري بعدم تهميش الرئيس ميقاتي في حكومة "إلى العمل"، حيث منحه مقعدًا مسمًّى عليه عوض إقصائه، وهو قرارٌ يتوقّع الحريري أن يحصد مفاعيله في الانتخابات الفرعية، لا سيّما أن هناك انفتاحًا صريحًا على ما علمت "الأنباء" لدى ميقاتي لدعم الحريري في معركته الفرعية، حيث سيواجه خصمين غير سهلين: فيصل كرامي ومعه اللقاء التشاوري، واللواء أشرف ريفي الذي لم يحسم موقفه بعد بعدما تناهى لكثيرين في الأسابيع الفائتة عودته إلى صراط "المستقبل" ومحاولته التقرُّب من الحريري لإصلاح ذات البين.

يبدو "المسقتبل" رغم "النقزة" واثقًا من فوز مرشحّته نفسها ديما جمالي، ويرتكز الحريري في خلاصته تلك إلى جملة حقائق أبرزها: تفوّقه على خصميه المحتملين (كرامي وريفي) ركونًا إلى أرقام انتخابات أيار 2018؛ حسم الوزير السابق محمد الصفدي دعمه للحريري الذي وزّر له زوجته فيوليت خيرالله الصفدي؛ ميل الجماعة الإسلامية إلى دعم الحريري في معركته؛ وأخيرًا، تسرُّب بشائر تحالف وثيق بين الحريري وميقاتي سيلغي أيّ شكٍّ بخسارته. وينطلق ميقاتي في مثل هذا القرار من حرصه على عدم "كسر" رئيس الحكومة في معقله الشمالي، فضلًا عن تفهُّمه أنّ هذا المقعد كان له وبالتالي من باب أخلاقيٍّ يجب أن يبقى له.

إلى حين تبلوُر الصورة كاملة، لا سيما أن ريفي يتريّث قبل إعلان موقفه النهائي، رغم أن أيّ موقف منه لن يبدّل في المعادلة في حال تم إرساء التحالف الواسع مع الحريري، فإنّ قرار المجلس الدستوري سيعيد الغليان الانتخابي إلى ساحة شديدة الحساسيّة وهذه المرة قد تكتسب المعركة عنوان "زعامة" رئيس الحكومة المُتجددة.