Advertise here

في يوم الاستقلال… لراشيا حنين وذكرى

22 تشرين الثاني 2018 20:37:01

إنها ذاكرة المكان التي عادة ما تجتمع الشعوب حولها، لتكون نقطة التقاء لا تفرقة، مهما عصفت رياح الفتن في جسد الأوطان.
وهكذا هي بلدة راشيا الوادي، التي ارتبط اسمها، رغم تاريخها العريق، بحكاية الاستقلال، يوم قررت سلطات الانتداب الفرنسي اعتقال رجال الدولة في قلعتها رداً على تعديل الدستور وإلغاء كل البنود التي تتعلق بالانتداب منه.

ففي هذه البلدة المتكئة على كتف جبل الشيخ، بزغ فجر الاستقلال لأول مرة صباح 22 تشرين الثاني 1943، فكانت أول زفة في سوقها الأثري وتحت قرميدها الذي لا زال شاهداً على الزمن والتاريخ.

ويروي أبناء البلدة كما المؤرخون وقفة الأهالي آنذاك وحكاية رغيف الخبز الساخن الذي كان يصل يومياً إلى القلعة إبان الاعتقال.

في راشيا طعم آخر للاستقلال. ففي تلك البلدة والقرى المجاورة لها يشهد التاريخ أنها بقيت على عهدها حتى في أصعب سنوات المحن الوطنية، فحافظت على نموذج العيش المشترك وعلى اللحمة بين أهلها طوال سنوات الحرب، فبقيت القدوة وبقيت المثال، رغم أنها دفعت طوال سنوات عديدة ثمن الإهمال وغياب الإنماء المتوازن، قبل أن تتغيّر المعادلة جذرياً في السنوات العشر الأخيرة، وهنا كان الحزب التقدمي الاشتراكي في الطليعة حيث نجح عبر نائبه وائل أبو فاعور بإعادة راشيا إلى خريطة الدولة الإنمائية والخدماتية بعد نسيان السنوات الطويلة.

على أمل أن تبقى راشيا الصورة الجميلة في وجدان اللبنانيين، وأن يكون لها المكان الأرحب على الروزنامة الوطنية. وهنا ما زال أهالي راشيا يذكرون بحب وتقدير يوم قرر رئيس الجمهورية السابق ميشال سليمان أن يوجه أول رسالة استقلال له من قلعة راشيا، على أمل أن تتكرر.