Advertise here

لبِسوا طاقية الإخفاء وتحكّموا بخيوط "الماريونات"

23 آذار 2020 19:38:12

حقاً إن الدنيا وجوهٌ وأعتاب. فلم تكن وجوه العهد وحلفائه سمحةٌ على هذا الوطن، وعتبته لم تكن خيراً على شعبه، فكل يومٍ من أيامه يدهشنا بمفاجئةٍ جديدة، وصدمة جديدة، وفضيحة وخيبة جديدة. والغريب أنه وحلفاءه مرّة لا يعرفون، ومرّات لا يتوقعون أو يتجاهلون، وفي كل المرّات هم غير مسؤولين.

ضجّت أخبار الكورونا في العالم وهم غافلون. وتعالت صيحات الناس تطالب بحجرِ وعزل القادمين من الدول الموبوءة، فلم يكترثوا. وفتحوا بوابات المعابر، الشرعية وغير الشرعية، على مصراعيها للوافدين وكأن شيئاً لم يكن، وكان الخطاب الرسمي «ليس من داعٍ للهلع»، حتى فتكَ فينا المرض، ودخلنا نادي الدول الموبوءة، وأصبح الشعب اللبناني محجوراً عليه في المنازل من دون عمل، ومعزولاً عن العالم بمقوماتٍ حياتية لا يُحسد عليها.

لا داعٍ للهلع، ولمَ الهلع؟؟ في ظلّ هذا العهد العظيم المتعدّد الإنجازات من إفلاسٍ في اقتصاد، إلى الإفلاس في السياسة الداخلية والخارجية، إلى التردي في إدارة البلاد، وتعميم الفساد والمحسوبيات على كافة إدارات الدولة العامة، ومن ثم الاستلشاق بأمن المجتمع  الصحي، وتركه يواجه الوباء والموت.

لا داعٍ للهلع!! والشعب اللبناني المحجور عليه يتقوّت تقويتاً فغالبيّتهم، "أعطِنا خبزنا كفاة يومنا"، وسنين هذا العهد كانت عجافاً.
فماذا قدّمتم لهذا الشعب من مقومات بقائه في المنازل، غير استحداث الصناديق التى تأملون تغذيتها من الأيادي البيضاء؟ ومَن يأمن معكم؟؟ والمزاريب على حالها، والأزلام، والمحاسيب. لم يتغيّروا. الأقنعة المزيّفة سقطت، ومعها ورقة التين.

كل ما يعنيهم التملّص من المسؤولية، وإلقائها على غيرهم من خصومهم السياسيين، والتبجّح بإنجازاتٍ واهيةٍ، وبأمجادٍ باطلة، تعيدنا إلى زمنٍ أسود. والأغرب من ذلك أنهم يدّعون الوطنية، ويتشدّقون بالممانعة، والحرص على حماية الوطن وشعبه، وهم يحاورون ويجاملون، وصفقة إطلاق سراح خائنٍ عميل، جزّار معتقل الخيام، عامر فاخوري، يعقدون، وعلى المنابر يستنكرون ويدينون ويشجبون، ثم بوسمة عارهم سبعة آيار يذكّرون الشعب اللبناني الذي لم ينسَ استباحتهم للدولة لصالح الدويلة التي أنتجت عهد الجوع، والمرض، والمعابر غير الشرعية المغذّية لسواد ظلاميتهم المنتجة اقتصاداً منهاراً، وبلداً معزولاً عربياً ودولياً.

لكن، ورغم كل المآسي الجاثمة على صدور اللبنانيين، تبقى طاقةٌ من الأمل بوجود قائدٍ، وزعيمٍ وطنيٍ، مثل وليد جنبلاط، الذي خرق ستار الظلام محذّراً ومنبّهاً للخطر الداهم الذي يهدّد وجودنا، واضعاً خارطة طريقٍ، ومسخراً كل إمكانياته وإمكانيات الحزب في خدمة الناس مشكّلاً بذلك خط الدفاع الأول في مواجهة الوباء القاتل في ظلّ الدولة المغيّبة، والقرار المسلوب.

لبِسوا قبعة الإخفاء، وظنّوا أن سحرها قائم، ليظهروا بصورتهم، وعلى طبيعتهم، وما اختفى منهم إلا الإيمان بلبنان الوطن. لبنان المستقل القرار، المتميّز بالتعددية، الحرّ، المدنيّ، المنفتح المزدهر، الآمن سياسياً واقتصادياً.

لبِسوا قبعة الإخفاء، وتحكّموا بخيوط الماريونات (الدمى المتحركة)، يحرّكونها كما يشاء محرّكهم كونهم دمى متحركة أيضاً. وحكموا البلد بعقولهم المتحجّرة المسيّرة إلى المجهول، فأسدلوا ستائر الجهل، وأوصدوا أبواب الانفتاح والعلم لنحيا في بلدٍ نصارع فيه وبائَين الكورونا والنظام.

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.