تساءلت مجلة "ناشيونال انترست" الأميركية عن مدى تأثير فيروس "كورونا" على لبنان، الذي يعاني أصلاً من أزمات إجتماعية وانهيار اقتصادي وسياسي، وإذا ما كان تفشيه يعود سببه إلى خطأ ارتكبته إيران.
وذكّرت المجلة بسلسلة الأزمات التي يواجهها لبنان، بدءًا من تخلّف الحكومة عن سداد الديون التي استحقّ دفعها في 9 آذار الجاري، كما أنّ الأزمة تؤثر على "حزب الله" الذي تتبع له وزارة الصحة.
ونقلت المجلّة عن جان أبي نادر، من مجموعة العمل الاميركية من اجل لبنان AMERICAN TASK FORCE FOR LEBANON قوله إنّ النظام الصحي في لبنان يفتقر للموارد، إلا أنّ لبنان يضمّ أشخاصًا مهنيين يتمتعون بطاقات جيّدة، يمكن الإستعانة بهم للتعامل مع كورونا.
وبرأي المجلّة، فإنّ "حزب الله" قد تأثّر بحملة الضغط القصوى التي تنفذها الإدارة الأميركية ضد إيران، ما أدّى إلى تقليص قدرة إيران في دعم حلفائها الإقليميين. كذلك فعلى الرغم ممّا تمّ تداوله عن أنّ حكومة الرئيس حسان دياب ستضمّ اختصاصيين، إلا أنّ "حزب الله" و"التيار الوطني الحر" يسيطران عليها، كذلك فإن من حصّة الحزب تتمثّل بوزارتي الصحة والصناعة.
من جهته، قال مدير برنامج الدفاع والسياسات الأمنية بمعهد الشرق الأوسط بلال صعب للمجلّة إنّ تشكيل الحكومة الحالية لم يحصل بشفافية، كذلك فإنّ "حزب الله" يرى ببرنامج صندوق النقد الدولي "تدخلاً أميركيًا". واعتبرت المجلّة أنّه بعد تخلّف لبنان عن سداد ديونه للمرة الأولى في تاريخه، فإنّ هناك تعويلاً على صندوق النقد لإنقاذ إقتصاد لبنان، لكنّ "حزب الله" قد يمنع ذلك، علمًا أنّ الصندوق لم يعلن بعد عن الشروط التي ستُفرض على لبنان، إلا أنّه كان طلب من الحكومات التي ساعدها من قبل زيادة الضرائب، وغيرها من الإجراءات.
ولفتت المجلّة إلى ما قاله النائب حسن فضل الله في حديث لوكالة "رويترز" عن أنّ الحزب يرفض الشروط التي يتضمنها برنامج صندوق النقد الدولي، وأنّ الموقف ليس من الصندوق كمؤسسة مالية دولية بل من الشروط المعروضة على لبنان لأنها تؤدي إلى ثورة شعبية، بحسب تعبيره.
وتابعت المجلّة معتبرةً أنّ فيروس "كورونا" قد يدفع لبنان إلى أزمة إقتصادية أكثر خطورة، ما سيزيد من الضغط لقبول مساعدة الصندوق.
