Advertise here

لا تولد جنات الأوطان بوشوشات الشياطين

06 شباط 2020 08:00:00 - آخر تحديث: 06 شباط 2020 23:37:37

على الحكومة ان تبني الثقة بينها وبين مواطنيها بعد أن ولدت من وراء ظهر الثورة ومطالبها، وأن تبدأ بالتركيز على كيفية إصلاح الشأن العام للحد من مظالم المجتمع وذلك من خلال البدء بما يمكن إصلاحه من الاقتصاد المعدوم والعمل على وقف الصفقات المشبوهة وكيفية إقفال مزاريب فساد إداراتها والتركيز الفوري على ثورة "الإصلاح الحقيقية" بعيدًا عن صدى سيف الإصلاح الخشبي الزائف الهادف الى تثبيت قبضته على الحكم وأخذ وجه البلاد نحو نسائم هوائها القادم من الخارج.

من المفروض على الحكومة لطمأنة الشارع الغاضب الصارخ بوجع عذابات الوضع المزري للبلاد والعباد، رفع شعار "لكل مبدع مكان، والشخص المناسب في المكان المناسب" والتسريع بمنح اسقلالية قضائية بعيدة عن التبعية تكون لها اليد العليا بملاحقة الفاسدين ولها المقدرة والجرأة على إصدار أحكام سريعة ضمن قانون العقوبات بحق من يُدان، ليكون لذلك صدى إيجابي لدى الثوار الغاضبين الناقمين على الفساد المستشري؛ ولكي تكون هذه الخطوات هي اللبنة الأولى لبناء جدار الثقة بينها وبين مواطنيها؛ بعد ان تناست الدولة العقد الإجتماعي ومفهومه وما عليها تقديمه لهم.

كل ما فعلته الدولة بمنظوماتها هو أنها أدارت ظهرها المكسور المحردب لتطالب مواطنيها بما عليهم من إطاعة لها والتقيد بالأنظمة؛ وتخلت في المقابل عن مفهومها ومصطلحها وما عليها من واجبات والتزامات بحق مواطنيها؛ واتجهت لتبني جدار فصل يشبه جدار الكيان الصهيوني؛ لكن الفرق بينهما أن الأول جدار احتلال عنصري والثاني جدار سلطوي، فيما فِي المقلب الآخر من العالم  تتهاوى جدران الحدود بين الشعوب المختلفة الأعراق. 

فهل يعقل أن تبنوا جداراً أمام مجلس النواب وهو المجلس الناطق باسم الشعب ليكون الفاصل بينكم وبين من أعطاكم بـالأمس الثقة وكان لكم القاطرة والرافعة للولوج إليه؟ من المضحك المبكي أن تعطي الأمانة لمن لا يستحقها .

أفيقوا من سباتكم وارفعوا الجدار واقتربوا واسمعوا مطالبهم، فمَن يتموضع خلفه هم الأخيار الذين لا يريدون سوى العيش بكرامة في وطن كريم
ينعم بالإزدهار عالي الجبين منيع أمام الطامعين كان بـالأمس للمحرومين مأوى ولطالبين العلم مزار.

وفِي الخاتمة أقول: توكلوا والمسوا هموم الناس وتبنوا صوتهم وكونوا المصلحين للركام، فلا تبنى جنات الأوطان  بوشوشات الشياطين ولا يولد من رحم النار الخزامى ولا يصبح تطاير غبار رماد الأحقاد في وطن الأضداد حومات حمام، فكل ما يحلم به المواطن هو أن يعيش بسلام فهل هذا عليه كثيرًا يا أصحاب المناصب الرنانة . 

الآراء الواردة في هذه الصفحة لا تعبّر بالضرورة عن رأي جريدة الأنباء التي لا تتحمل مسؤولية ما تتضمنه.