Advertise here

الخبز والوطن...

30 كانون الثاني 2020 08:05:00 - آخر تحديث: 30 كانون الثاني 2020 16:19:19

" قبل أن تنقض الكارثة انقضاضاً،
والشعب يتوجّع توجعاً شديداً..."

اسمحوا لنا بقصة وعبرة ولكن...
الخبز الأندلسي...
الكنز اللذيذ الذي هزم الملكة إيزابيلا...

عندما سقطت الأندلس أمرت الملكة إيزابيلا وفرناندو الجنود والإسبانيين بمنع الأندلسيين من أخذ أموالهم وحليّهم، أو أيّ شيء لديه قيمة مادية. وأن يخرجوا بما يلبسونه، وقليلٌ من الطعام فقط. وأمرت جنود محاكم التفتيش بسرقة الأموال والكنوز من البيوت والمتاجر، وقتل كل من يحمل ديناراً واحداً. وقد حدثت مجازر كبيرة بهذا الشأن، لكن الأغلبية تمكنت من أخذ أموالهم معهم، وذلك بفضل الخبز الأندلسي الذي ذاع صيته في زمن الأندلس. وكان الملوك يرسلون جنودهم لإحضار هذا الخبز..!!

الأمر كان بسيطاً، إذ لجأت النساء الأندلسيات إلى إخفاء الأموال والجواهر والذهب داخل الخبز، ولم ينتبه الجنود لذلك. وبهذا استطاعوا أن يبدأوا حياتهم من جديد في الدول التي التجأوا إليها وسكنوها، سواءً في الدول العربية، أو في أوروبا، أو في أميركا... وبذات الطريقة حافظ الأندلسيون أيضاً، الذين تمّ منعهم من مغادرة الأندلس لحاجة الملكة لهم باعتبارهم أصحاب أعمال، ولا يوجد من الإسبان من يتقن أعمالهم وحرفهم. وهم يقدّسون الخبز الأندلسي، لا لأنه نعمة من الله فحسب، ولا لأنه لذيذٌ فقط، بل لأنه أنقذهم من الموت، والتشرد، والقتل، وهو الكنز الذي حافظ على أموالهم لتتوارثها الأجيال،
ولأننا لا نملك المال والمجوهرات لنخبئها...

سأل طفل: "لَيْ ما بيجوعوا أولاد الأثرياء والحكام..؟؟" اسألوا.....واسألوا..عن أولاد الفقراء في المنازل والمدارس، وهم يأكلون خبزاً جافاً.....
اسألوا عن الدواء والذي أصبح بترتيب الحاجة أكثر بين المرضى والأخوة والأكثر وجعاً...
والفرح عند الأطفال أصبح ثانوياً كالحلوى.

اسألوا عن جوع الناس، وتفتيت، وتشريد عائلات...
الجوع كافر، وهو كالظلم من الكفار...
احذروا غضب الجوع الآتي..

ولا تسألوا عن أي غضبٍ نتكلم..؟؟

الله حليف الجائع، ويغفر له كثيراً...

نرجوكم افعلوا وتكرّموا كما فعل أحد الكبار، الكرام من بلادي في الماضي والحاضر....

حماكم الله، وحمى كل فاعل خير وحمى لبنان.