Advertise here

نريد وطناً!

02 تشرين الثاني 2019 18:30:00 - آخر تحديث: 02 تشرين الثاني 2019 23:31:21

لا أريد أموالكم. لا سلطتكم. ولا أريد النيل من سموّكم. لا أريد أن أقاسمكم الزعامة، ولا أرتدي عنكم العمامة. لا أريد أن أشتمكم، أو أتذمّر عند سماع خطاباتكم. لا أريد أن أدخل لأجلكم حروباً ضد أخوتي. لا أريد أن أستبدلكم بأسماءٍ جديدة، فقد تعوّدت على أساليبكم في السرقة والتعذيب، وأصبحت متفهماً لأكاذيبكم. لا أريد أن أطرق بابكم للخدمات، ولا أن تطرقوا بابي للانتخابات...


 كلّ ما أريده منكم بلداً لنعمل ونتعب. أريد منكم، وفقط، الأمان لأعود مساءً لمنزلي. وإن غمرني لطفكم، وسمحتم لي بالعيش، والزواج، والإنجاب. لا أريد لابني أن يرى لبنان مثل ما رأيته في الصور، وأقول "لبنان كان حلو". ولا أريد أن أقول "بكرا بس نرجع". كل ما أريده منكم هوية يفتخر ابني أن يحملها. وإذا سألني يوماً عن تلك الأرزة، أرجوكم اتركوا لنا من بطشكم، ونفاياتكم، ونيرانكم، وعمرانكم، أرزةً شامخة في غابةٍ نظيفة يتنفس بها اللبنانيّون، كدليلٍ يراه الجيل القادم، ونقول له هنا لبنان ... وهؤلاء أخوتك...


فيا سيّد المقاومة، أنا لا أريد أن أنتزع سلاحك، ولست قادراً أصلاً، لكن أرجوك أن لا تتوه في الاتجاهات، وأن لا تضيع في التوجّه. فهذه يا سيّد المقاومة بيروت. بيروت المقاوِمة الأبيّة. بيروت الحرّة العربية. بيروت الثورة والثوار. بيروت الأدب والأشعار. بيروت حاضنة الأديان. بيروت ستّ البلدان، وتلك يا سيّد المقاومة القدس. القدس البعيدة المجيدة. القدس القريبة الحبيبة... القدس عروسة عروبتنا. القدس هناك قضيّتنا...

أما أنت يا فخامة الرئيس، إذا ما يوماً اعتقلتني، وحبستني أجهزة مخابراتك. أو إذا ما يوماً قُتلتُ في ساحات الحرية بمواجهة جيشك الذي طالما قلت عنه، وقلنا عنه، أنه سياج الوطن، يومها لن يعرفوا اسمي ولا هويتي. فالجميع سيقولون عني المعتقل، أو الشهيد، أو المشاغب بأسوأ الأحوال. أما أنت يا سيّدي فسوف يشتمك بالاسم الوطن والوطنيّون، والساحات والمحتجّون. وسيلعنك بالاسم الحاضر والتاريخ؛ ومن يعلم الظالم والمظلوم، ومن يرحم...