Advertise here

العالم يغلي ولبنان ينتفض... وهكذا واكبته الصحف العالمية

22 تشرين الأول 2019 10:08:00 - آخر تحديث: 22 تشرين الأول 2019 12:14:08

واكبت الصحف العالميّة التحركات الشعبية المستمرّة منذ أيام في لبنان، والتي يطالب فيها المعتصمون بتحقيق جملة من المطالب المحقّة.
فقد توقفت صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية  عند خروج مئات الآلاف من اللبنانيين إلى الشوارع رفضًا للفساد وإجراءات التقشف والمأزق الحكومي وعجز المواطنين عن تأمين عمل، ولفتت الصحيفة إلى أنّ اللبنانيين ليسوا لوحدهم، ففي هونغ كونغ، تحدّى مئات الآلاف من المتظاهرين حظراً على التجمع ونفذوا مسيرةً للمطالبة بالإصلاحات الحكومية، وردّت الشرطة عليهم بالغاز المسيل للدموع، كذلك الأمر في تشيلي، حيثُ قُتل ما لا يقل عن ثمانية أشخاص واعتُقل المئات في مظاهرات مناهضة لعدم المساواة الاقتصادية. وفي برشلونة أيضًا، احتج الانفصاليون الكتلانيون واشتبكوا مع الشرطة.

ولفتت الصحيفة إلى أنّ اللبنانيين غضبوا من الضريبة التي فُرضت على "واتسآب"، والتي أتت بعد إحباطهم من عدم المساواة والحكم الفاسد ونقص التغذية بالكهرباء، إضافةً إلى غضبهم من اندلاع الحرائق في منطقة الشوف والتي واجهتها الحكومة بشلل مع عدم دعمها  لرجال الإطفاء. وأشارت الصحيفة إلى أنّ اللبنانيين يطالبون بالإصلاحات على وقع الموسيقى والرقص.  

من جهتها، تطرّقت صحيفة "نيويورك تايمز" إلى يأس اللبنانيين من الفساد، وتحدثت عن التظاهرات التي عمّت لبنان، ونقلت عن إحدى التظاهرات قولها إنّها تشارك للمرة الأولى في تظاهرة تجمع جميع اللبنانيين وغير مسيّسة. فيما قال متظاهر آخر إنّ السياسيين يبتكرون طرقًا جديدة للسرقة، وذلك بعد إقرار الضريبة على الواتسآب وتطبيقات المحادثة الأخرى.

من جانبها، اعتبرت مديرة كارنيغي للشرق الأوسط مها يحيى أنّ الأزمة الاقتصادية والقيمة المتقلبة لليرة اللبنانية تعني أنّ "المواطنين سيرون أنهم يخسرون معاشاتهم التقاعدية، فيما تتراجع مستويات معيشتهم ومستقبل أبنائهم في خطر"، ورأت أنّ المحتجين سوف يستمرون باعتصاماتهم ريثما يستقيل الرئيس سعد الحريري وحكومته.

في السياق نفسه، نشرت وكالة "بلومبيرغ" مقالاً عن التطورات الأخيرة في لبنان، ونقلت عن وزير الدولة لشؤون تكنولوجيا المعلومات عادل أفيوني بعد انتهاء جلسة مجلس الوزراء في بعبدا قوله "إنّ الحكومة ستفرض ضريبة بنسبة 2? على إيرادات المصارف في عام 2019، والتي ستصل إلى حوالي 397 مليون دولار، الأمر الذي سيمنحنا حيزًا ماليًا لتوفير الوقت الكافي لتنفيذ إصلاحاتنا".

من جهتها، نشرت صحيفة "لو باريزيان" الفرنسية صورةً من التظاهرات في لبنان على غلافها، وتساءلت "لماذا يغلي عالمنا؟"، مشيرةً إلى أنّ الاحتجاجات تعمّ 4 زوايا من كوكب الأرض وتحديدًا في لبنان وإسبانيا وإنكلترا وتشيلي.

أمّا صحيفة "لو موند" الفرنسية فقد لخّصت أبرز ما جاء في الكلمة التي توجّه فيها الحريري إلى اللبنانيين بعد انعقاد جلسة مجلس الوزراء في بعبدا، ونقلت عن إحدى المتظاهرات قولها "إنّ ما قاله الحريري ليس سوى ذرّ رماد في العيون"، متسائلةً "من الضي سيضمن لنا أنّ هذه الوعود الإصلاحية ستُطبّق؟".

وتطرّقت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية أيضًا للتظاهرات التي يشارك فيها رجال ونساء وأطفال بأعداد كبيرة، لافتةً إلى أنّ حركة احتجاج غير مسبوقة في لبنان، ويدعو فيها المتظاهرون إلى رحيل الطبقة السياسية المتهمة بالفساد والمحسوبية، كما ذكرت استقالة وزراء القوات اللبنانية. وأشارت الصحيفة إلى أنّ الدولة اللبنانية كانت قد التزمت بإجراء إصلاحات في العام 2018، مقابل الوعود بالقروض والمنح التي بلغ مجموعها 11.6 مليار دولار والتي قدّمها المانحون في مؤتمر "سيدر"، كما يصل الدين العام إلى أكثر من 86 مليار دولار، أي أكثر من 150 ? من الناتج المحلي الإجمالي، وهو ثالث أعلى معدل في العالم.