Advertise here

التقدميون استبقوا التحرك بصرخة ساحة الشهداء... فلا يركب الموجة الا أمثال هؤلاء

19 تشرين الأول 2019 09:29:36

هي ساعة الحقيقة قد دقّت، فالوجع الذي بات يجمع جميع اللبنانيين أكبر بكثير من القدرة على استيعابه بمجرد وعود سبق وسمعها المواطنون كثيراً.
فما تشهده شوارع لبنان منذ ليل الخميس – الجمعة على طرقاته وفي ساحاته ما هو إلا تعبير عن حجم الأسى واليأس الذي بات يعانيه الناس نتيجة تردي الاوضاع المعيشية والاقتصادية والاجتماعية، بالاضافة الى سلوك السلطة الفوقي والقمعي والنهج السلطوي الذي تمارسه لا سيما قمع الحريات وحق التعبير، في حين لم يُتخذ منذ 3 سنوات أي اجراء اصلاحي حقيقي في البلد وكل ما يسمعه الناس هو صفقات وسمسرات ومحاصصات، ومتى أرادت السلطة تقليص العجز في الموازنة تمسّ بجيوب الفقراء برسوم وضرائب مباشرة او مقنعة.
وانطلاقا من إيمانه بأن ارادة الناس لا بد ان تنتصر دفاعا عن الحياة الكريمة، وانسجاما مع تاريخه والمبادئ التي أرساها الشهيد كمال جنبلاط الى جانب العمال والفقراء والكادحين، وبعدما وصلت الامور الى طريق مسدود نتيجة سلوك العهد وممارساته والنزعة للاحادية في الحكم، فقد نزل الحزب التقدمي الاشتراكي الى الشارع وانضم الى صفوف الناس، موحّدا الراية حيث دعا رئيس الحزب وليد جنبلاط الى رفع العلم اللبناني حصرا دون سواه.
فهذا الموقف هو تعبير عن التحام "التقدمي" بوجع الناس وتعبير عنه، واما إيحاءات وزير العهد القوي بأن البعض ركب الموجة، فهذا الكلام لا ينطبق الا على امثاله، وكل تاريخ تياره منذ ترك عناصر وضباط الجيش اللبناني ليواجهوا مصيرهم بعد استسلام قيادتهم للجيش السوري من دون ابلاغهم حتى، مرورا بركوب موجة 14 اذار وثورة الاحرار التي أخرجت السوري من لبنان لتأمين العودة الى لبنان ومن ثم الانقلاب على انتفاضة الاستقلال وتوقيع مذكرة التفاهم بعد سنوات قليلة على التحريض لاقرار القرار 1559 لتجريد حزب الله من سلاحه، وغيرها الكثير من الامثلة ما هي الا خير دليل على انتهازية هذا الفريق وازدواجية مواقفه، فاتهامات ركوب الموجة لا تليق الا بأمثاله.
ولو كان الحزب التقدمي الاشتراكي قد ركب الموجة لما كان استبق كل التحركات بمسيرة حاشدة مطلع الاسبوع من الكولا الى ساحة الشهداء، وقد أعلنها صراحة انه على نقيض مع كل ممارسات هذا العهد واجهزته الامنية وأزلامه وأزلام أزلامه.
فليسمح لنا سيد الانتهازيين وسيد الفاسدين، فجمهور الحزب التقدمي الاشتراكي هو صوت الناس ووجعهم، هكذا كان وسيبقى، وما قاله في ساحة الشهداء مطلع الاسبوع أكثر بكثير مما قاله في ساحات الشويفات وبحمدون وعاليه وراشيا وحاصبيا يوم الجمعة.
ارحموا اللبنانيين قليلا وكفى كذباً.