Advertise here

عن شيراك الذي سيفتقده لبنان... والمختارة

26 أيلول 2019 14:46:02

لم يكن الرئيس الفرنسي الاسبق جاك شيراك شخصية عادية، فقد ترك بصمة لا تمحى في السياسة الخارجية لفرنسا. وقد شكل خلال ولايته الرئاسية ثقلا كبيرا في موقع بلاده على الخارطة الدولية على غرار الرؤساء ميتران وبومبيدو وديغول. وقد سخّر قوة حضوره وتأثيره الدوليين في خدمة اصدقاء فرنسا ومنهم لبنان الذي كان حاضرا دائما في وجدانه. 
ومع رحيله اليوم يستذكر لبنان صديقا كبيراً آمن بحريته وسيادته وإستقلاله. حيث وقف إلى جانبه في كل الملمات، مدافعا عن حريته وسيادته واستقلاله مؤمنا بديمقراطيته وتعدديته وتنوعه.
فجميعنا يذكر الدور الكبير الذي لعبه شيراك ابان الإعتداءات الإسرائيلية لاسيما عام 1996 ومساهمته الكبيرة للتوصل إلى تفاهم نيسان. كما ان لبنان لا ينسى جهوده في تنظيم المؤتمرات الداعمة للبنان إقتصادياً. ولعل ابرز وقفاته التضامنية مع لبنان كانت خلال زيارته بيروت بعيد إغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ومن ثم موقفه الداعم لإنشاء المحكمة الدولية الخاصة بلبنان.  
عام 2004 كان للرئيس شيراك موقف قوي خلال استقباله رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط حيث طالب بوضع حد للتدخلات السورية بلبنان، مؤكدا على تمسكه بالتطبيق الكامل لقرار مجلس الأمن الداعي دمشق لوضع حد لتدخلها في شؤون لبنان، وقد واكب شيراك لاحقا كل المحطات النضالية للشعب اللبناني للتحرر من الوصاية السورية وصولا الى انتفاضة الاستقلال، وشكلت الدبلوماسية الفرنسية في عهده اداة ضغط قوية بوجه الهيمنة السورية ساعدت في ما بعد على دفع الجيش السوري للخروج من لبنان.