فيما يعود ملف تشكيل الحكومة إلى ما قبل نقطة الصفر، بحسب ما نقلت أوساط رئيس مجلس النواب نبيه بري عنه، بسبب الخلافات التي تظهّرت حول هذا الملف مؤخراً، ومحاولة البعض القفز فوق المبادرات والاتصالات التي يقوم بها المدير العام للأمن العام اللواء عباس ابراهيم، تصدّر موضوع التحضيرات للقمة الاقتصادية التي ستعقد في بيروت في العشرين من الجاري بدعوة من جامعة الدول العربية كل الاهتمامات على أرفع المستويات في الدولة، على أن يسبقها اجتماع لوزراء الخارجية العرب بشأن الاتفاق على القرارات التي ستتخذها هذه القمة التي تتعلق بمستقبل المنطقة العربية اقتصادياً. وفيما لم يعرف بعد حجم التمثيل الرسمي للوفود المشاركة. برزت مطالبة كتلة الوفاء للمقاومة بدعوة الرئيس السوري بشار الأسد لحضور القمة إلى جانب عدد من القوى المؤيدة لهذا الاقتراح لتزيد الأمور تعقيداً بسبب رفض العديد من القوى السياسية هذه الدعوة، قبل أن يتكشّف موضوع الحل النهائي للصراع الدموي الذي تعيشه سوريا منذ بداية العام 2011 حتى اليوم.
وفي هذا السياق، رأى عضو كتلة المستقبل النائب بكر الحجيري في حديث مع "الأنباء" أن لا علاقة للبنان بدعوة سوريا لحضور القمة العربية، لأن عضوية سوريا في الجامعة العربية أسقطته الجامعة العربية نفسها، ولا علاقة للبنان به لا من قريب ولا من بعيد. وعلى المتحمسين دعوة سوريا لحضور هذه القمة، الاتصال بالجامعة العربية للاستفسار عن هذا الأمر. ورأى أن هذا الموضوع بالنسبة للبنان يقرره الرئيس سعد الحريري وليس أي شخص آخر. مستبعداً توجيه الدعوة لسوريا لحضور قمة بيروت قبل البتّ بموضوع تعليق عضوية سورية من قبل جامعة الدول العربية، وأي كلام غير ذلك لا معنى له.
وحول اتهام النظام السوري عدداً من القيادات اللبنانية بتمويل الإرهاب، ومن بينهم الزعيمان سعد الحريري ووليد جنبلاط، وصف الحجيري هذا الاتهام من قبل النظام الذي لم يعدم وسيلة إلا واستخدمها لقتل شعبه وتهجير ما يزيد عن 20 مليون نسمة من سكانه وتشتيتهم في كل أصقاع الأرض، على مرأى ومسمع كل العالم المتحضر، ومن دون أن يرفّ لهذا العالم جفن في هذا الصدد، وخاصة الدول التي تتبجح دائماً بالدفاع عن شرعة حقوق الإنسان، فإن هكذا اتهام من قبل نظام مجرم وغادر، ليس سوى وسام يعلق على صدر الحريري وجنبلاط على السواء. لأن جريمة الحريري وجنبلاط وجعجع وغيرهم أنهم قالوا كلمة حق ضد نظام مجرم وسفاح. وقال: إن الله يمهل ولا يهمل. فإذا كان للباطل جولة فإن للحق جولات.
وعن التأخير في تشكيل الحكومة، أكد الحجيري أن الحكومة ستشكل قريباً نكاية بكل المعرقلين. رافضاً صيغة 22 وزيراً لأنها تنسف التسوية القائمة. ناقلاً عن الرئيس الحريري رفضه هكذا إقتراحات، والحكومة لن تشكل إلا بشروط الحريري.
