Advertise here

بين 1840 و2019... مَن سكن قصر بيت الدين؟

16 آب 2019 13:42:34

لقصر بيت الدين رمزية خاصة في تاريخ لبنان، فقد بقي قصر بيت الدين مقراً للإمارة حتى سنة 1840، وهي السنة التي نُفيَ فيها الأمير بشير الشهابي إلى مالطا ثمّ إسطنبول حيث مات سنة 1850. وبعد إلغاء الإمارة، وقيام نظام القائمقاميتين سنة 1842، ثم "المتصرفية" بعد حوادث 1860، ابتاع المتصرف داوود باشا الأرمني قصر بيت الدين من آل شهاب للحكومة اللبنانية، وجعل منه مقراً صيفياً للمتصرفين الذين تعاقبوا بين العامين 1864 و1915.
وفي عهد الانتداب الفرنسي (1920 – 1943)، وبعد إعلان الجمهورية اللبنانية سنة 1926، بدأت في القصر أعمال ترميم واسعة النطاق بهدف إعادته إلى رونقه الأوّل.
وسنة 1934 صُنّف القصر بناءً تاريخياً، وأُدخل  في لائحة الجرد العام للأبنية التاريخية والأثرية.
ومع إطلالة الاستقلال في العام 1943، تمّ اعتماد قصر بيت الدين كمقرٍ صيفي لرئاسة الجمهورية مع الرئيس الأول بشارة الخوري كدليلٍ على تواصل الحكم الوطني من زمن الإمارة إلى عهد الجمهورية، وقد انتقل اليه كمقرٍ صيفي، كما خلفه الرئيس كميل شمعون.
وقد درجت العادة أن ينتقل رئيس الجمهورية لبضعة أسابيع خلال فصل الصيف للاستقرار في القصر، كما شهدت العهود الرئاسية أيضا عقد جلسات لمجلس الوزراء في بيت الدين، الأمر الذي سيحدث كما يبدو في الجلسة الوزارية المقبلة بعد عودة الرئيس سعد الحريري من واشنطن.
وقد سُجّل أن الرئيس فؤاد شهاب قد زار القصر ليوم واحد، وهو الذي فضّل الإقامة في منزله في جونيه، كذلك سليمان فرنجية الذي اختار منطقة إهدن كمقرٍ صيفي للرئاسة، لكنه عقد عدة جلسات لمجلس الوزراء في بيت الدين خلال عهده، وبينهما حافظَ الرئيس شارل حلو على الحضور الرمزي إلى القصر.
وقد كان الرئيس الياس سركيس آخر من واظب على هذا التقليد قبل الحرب الأهلية اللبنانية، وقد أقام في القصر كما عقد فيه جلساتٍ وزارية لتحول الأوضاع الأمنية في البلاد من بعده دون زيارة القصر خلال الحرب، كما لم يتمكن الرئيس الياس الهراوي من زيارته بعد الحرب الأهلية مباشرة.
وقد استؤنف هذا التقليد مع الرئيسين إميل لحود وميشال سليمان، واليوم مع الرئيس ميشال عون الذي زاره في سنة عهده الأولى وفي هذا العام أيضاً.
وأما خلال فترة الحرب الاهلية فإن قصر بيت الدين لم يكن متروكاً، حيث حافظ رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاطـ الذي كان وزيراً للسياحة والأشغال بين عامي 1984 و1989، على معالمه وعمل على ترميمه وحمايته بكل ما يحتويه من كنوزٍ تاريخية، وأثاث فخم من التداعي والضياع.
هذا وقد تم اعتماد قصر بيت الدين منذ العام 1984، كمقرٍ لمهرجانات بيت الدين الدولية التي لا تزال تتألق عاماً بعد عام.
وقد شهد قصر بيت الدين مناسباتٍ ولقاءات ومؤتمرات عديدة، كما يشير موقع رئاسة الجمهورية. فإضافةً إلى جلسات مجلس الوزراء الذي بُنيت القاعة الخاصة به في عهد الرئيس فرنجية، فقد عُقدت فيه خلوات وزارية خلال سنوات 1968 و1969 و1974، بالإضافة إلى اجتماعات هيئة الحوار الوطني في آب 2010 و2012. كذلك التأمت في القصر اجتماعات لجنة المتابعة العربية الخاصة بالأزمة اللبنانية في تشرين الأول 1978، وفي حزيران وتموز1981. ولم تكن القمة اللبنانية – السورية  بين الرئيسين بشارة الخوري وشكري القوتلي صيف 1947 سوى واحدةٍ من سلسلة لقاءات ذروة جمعت الرؤساء شمعون، وحلو، وفرنجية مع رؤساء وملوك وأمراء في أرجاء القصر. أما الحدث اليتيم في بيت الدين في عهد الرئيس شهاب فكان المهرجان الأول للمغتربين في تموز 1959.