Advertise here

لهذا السبب يرفضون تسليم المطلوبين في حادثة البساتين!

22 تموز 2019 11:03:00 - آخر تحديث: 22 تموز 2019 11:05:31

من يدّعي قوة، يكون في الغالب مفتقداً لها. وحدها القوة خليلة المتواضع. ومن يبحث عن القوة والفعالية ولا يجدها، غالباً من ينتظر فرصة الإنقضاض على من يفترض أن يكونوا أبناءه فيستقوي عليهم، باعتبارهم أبناء البيت، يستقيم هذا الوضع في حالة فصام أو شيزوفرينيا واضحة، بحيث يكون المرء عاجزاً عن إثبات نفسه إلا عندما يضحّي بأبناء جلدته. وهذا النوع من البشر يحتاج إلى مباحث نفسية لتشخيص حقيقة وضعه، وهؤلاء أكثر من يجب أن يبتعدوا عن السياسة، لانه لا يتحولون فقط إلى عالات على أبناء بيئتهم، بل يحولون أنفسهم إلى بيادق تتحرك إما بدافع الحقد أو بدافع الطمع، والدافعان يكفيان لإصابة أصحابهما بالعمى.

 

يتوّهم هؤلاء انتفاخ أورام أحجامهم، يدّعون زعامة، لكنهم يشحذون مقعداً يبقيهم على قيد الحياة السياسية. لكن الناس شاهدة، والواقع مشهود، ولا يتغير بصراخ إلى حدّ "انبحاح" الأصوات. يضيع هؤلاء في هويتهم، تارة يتوهمون أنهم أزلام الأسد، وطوراً يظنّون أنفسهم أسياداً في غيابه. يحبّون تقليد الصقور، لكن نعيقهم يسبقهم كحال الغربان، وهم لا يعتاشون على غير الفتات والخراب. يتطبعون بالفوارس، لكنهم يغرقون في الدسائس. يحاولون رفع الرؤوس، لكنهم لا يختلفون عن التيوس. يكتنزون فقط ما يسلّفون، وينطقّون ما يُعلَّمون، ويفوهون بما لا يفقهون.

 

ولأنهم كالتيوس، ينتشون في تكسّر أي مبادرة تقدّم لهم، او يصدّون أي مخرج ينسج لهم. يصرّون على موقف، أصبح محتوماً أن لا طائل منه، وعندما استشعروا ذلك، ذهبوا طالبين الوساطات حول توفير مخرج ملائم يحفظ ماء وجههم. رفضوا مسعى إحالة الملف إلى القضاء العسكري، وتمسكوا بالمجلس العدلي، وعندما فهموا أن معركتهم خاسرة، أكثروا من رفع الصوت، يرفضون تسليم المطلوبين، خوفاً من افتضاح أمرهم أكثر. وليس أدلّ على ذلك، غير ما قالوه للوسطاء، بأنهم يريدون المخرج الملائم، كي لا يخسروا جزءاً من شعبيتهم. هم من الأصناف التي تنمو على الدم، والتجارة بالإنسان. تلك فرصتهم التي ينتهزونها حالياً لإثبات ذواتهم، لكنهم لا يعرفون أنهم أنفسهم سيظلمون.

 

مشكلة هؤلاء، أنهم لا يعرفون وليد جنبلاط، لكنهم مهجوسين فيه، يمثّل عقدتهم، ولا يريدون غير استنساخه والتشبه به، لكن الحقد يقوده عماه، والحقد يأكل صاحبه. وفي مقابل نعيقهم، يأتي ردّ وليد جنبلاط هادئاً راسخاً رصيناً وثابتاً، المواجهة بالهدوء والثبات والصبر والتصميم، ورفع التحدّي. كلمة واحدة تكفل بالردّ على حملات وجحافل:" حياة الإباء وإلا الزوال."