Advertise here

كما هزم الحرب بالفن والثقافة والبيئة... الشوف ينتصر غداً من جديد

12 تموز 2019 13:16:00 - آخر تحديث: 12 تموز 2019 20:58:53

ما بين ملتقى النهرين وأرز الشوف أكثر من بيئة نظيفة ونمط حياة مختلف، إنما مساحة راقية تضج بصخب الحياة والفرح، لا سيما مع اطلالة الصيف وموسم الاصطياف.
فما نجحت هذه المنطقة بتحقيقه خلال سنوات قليلة نافضة عنها رماد الحرب وندوبه بات أروع بكثير من الحديث عنه، وبات أقوى من أي رياح قد تحاول تشويه ما بني طوال سنوات، إن كان بسرقة هذه الانجازات او محاولة تسخيفها أو تعكير صفو موسم الصيف.
ويشهد الشوف غدا السبت حدثا كبيرا لاطلاق موسم الشوف السياحي 2019، برعاية وحضور وزير السياحة أواديس كيدانيان، في قصر المير أمين في بيت الدين، وبتنظيم من قبل لجنة مهرجانات بيت الدين، محمية أرز الشوف، بلديات واتحادات بلديات قضاء الشوف، جمعية تجار الشوف، تجمع الصناعينن في الشوف والجمعيات الاهلية والثقافية والأندية الرياضية.
وهذه المناسبة تعكس ما تم تحقيقه من إنجازات طوال أربعين عاما من حماية للبيئة والتراث وتجديدا دائما في البنى التحتية والطرقات والمؤسسات السياحية من فنادق ومطاعم ومسابح إضافة الى الجامعات الموجودة في المنطقة والمؤسسات الثقافية والاجتماعية والفنية والثقافية لا سيما الكونسرفاتوار والمكتبة الوطنية.
فمنذ العام 1985 وفيما كانت الحرب لا تزال تعصف في ربوع الوطن، أُطلقت مهرجانات بيت الدين للتلاقي بين اللبنانيين حتى اصبحت اليوم مهرجانات دولية ومحطة مميزة في صيف لبنان، وتمثل إرادة الحياة التي انتصرت على الحرب في الفن والثقافة كما في المصالحة التي انتصرت في السياسة على الاحقاد والمتاريس.
ففي الشوف بات للبيئة قدسية كما للبيئة، وكان إصدار قانون محمية ارز الشوف الحجر الاساس للمحافظة على المحمية التي بات يقصدها 100 الف زائر في السنة.
هكذا أراد رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط أن يكون الشوف، صورة راقية للبنان ونموذجا لانتصار الشعوب على مآسيها، فما عاشه الشوف من ويلات في الحرب من غير المسموح ان يعيده اليه أحد لا بالقول وبلا بالفعل، وانطلاقا من هذا التصميم وهذه الارادة على الحياة سينطلق موصم 2019 رغم كل المحاولات، فلا عودة الى الوراء انما المستقبل الى الامام وما أُنجز خلال عقود برعاية ومتابعة دائمة من جنبلاط لن يسرقها او يشوهها طامح متهوّر.