Advertise here

عدوان: الجبل لا يبنى الا اذا وضعنا يدنا بيد شركائنا

07 تموز 2019 17:52:14

رأى نائب رئيس حزب "القوات اللبنانية" النائب جورج عدوان، أنه "لا يمكن أن تكون هناك شراكة وعيش مشترك إذا لم ينتبه المرء على شعور جاره"، وأنه "إذا لم ننتبه للأمور التي تعني الآخر والتي تولد لديه أي "نقزة"، نكون بذلك نرى أمورا نحن بغنى عنها"، وقال: "نحن نريد الجبل مشرعا لكل الناس، نريده واحة سلام واتخذنا قرارا بأن المستقبل في الجبل لا يبنى إلا إذا وضعنا يدنا بيد شركائنا في الوطن، بدءا من الموحدين الدروز إلى المسلمين في الإقليم".
جاء ذلك خلال مأدبة تكريمية أقامها قزحيا منصور، في دارته في بلدة المطلة في اقليم الخروب، على شرف راعي أبرشية صيدا ودير القمر المارونية المطران مارون العمار، حضرها إلى عدوان، رئيس بلدية المطلة أرنست عيد، رئيس بلدية مزرعة الضهر حسيب عيد، مختار المطلة فارس عيد وكاهن الرعية الأب بيار مخول وعدد من عائلات المطلة.
وقبل الغداء عقد لقاء مع الحضور، تحدث في بدايته منصور فرحب بالمطران العمار وعدوان والحضور، وقال: "شرف لنا ان تزين دارنا بوجودكم، وسوف نبقى سويا تحت راية جبلنا".
وأضاف: "القديس للعيلة الأمينة لنهجكم، بالحرب والسلم واكبنا كل خطوتكم، درزي مسلم مسيحي مشينا معكم، البركة لله الواحد الحامي مسيرتكم، وسيبقى صوتنا وفيا وأمينا لصوتكم مهما تعصف الريح بجبلنا وأبرشيتنا سوف نبقى هنا".
وقال عدوان: "نحن مجتمعون في منزل يحب الجمع، منزل رسالته الانفتاح والروح الطيبة التي تجمع الاصدقاء، وحضور سيدنا المطران بركة كبيرة لنا وهو الذي، منذ استلامه للمطرانية، أعطاها البعد الحقيقي الذي نسعى له نحن كمسيحيين.
قوتنا نابعة من ثلاثة امور، أولها تعلقنا بأرضنا وثانيها انفتاحنا على الآخر وقبولنا به حتى ولو كان هناك اختلاف معه بالرأي، وثالثها العيش معا سواء مع اخواننا الدروز او المسلمين، فهذا الجبل لا يمكن أن يعيش بطمأنينة ومحبة إلا بوحدة أبنائه".
واضاف: "لقد مررنا بتجارب كثيرة في الماضي وتعلمنا منها جميعا، وانا لا أتصور أنه يوجد عاقل إلا واستفاد، لأن المرء يمر بظروف صعبة والحياة اختبار، ولكن هناك نوعان من الناس، أناس توظف اختباراتها لتتعلم وتحسن أداءها وتزداد انفتاحا ومحبة بالاخر، واناس لا تستفيد من التجارب".
وتابع عدوان: "انا مسرور كوننا جميعنا الموجودين في هذا اللقاء من الناس الذين ومن خلال المصالحة التي ارساها البطريرك صفير والأستاذ وليد جنبلاط اعطينا الجبل دفعا جديدا وفتحنا فيه صفحة جديدة قائمة على شراكة حقيقية وتعاطي ضمن احترام متبادل وعلى الانتباه من قبل كل طرف على ما يزعج الاخر، بأنه لا يمكن أن تكون هناك شراكة وعيش مشترك إذا لم ينتبه المرء على شعور جاره".
وأضاف: "إذا أردت أن انتبه إلى العيش المشترك علي أن أرى ما الذي يعنيني وما الذي يعني غيري، وبالمقابل فإن جاري إذا أراد العيش المشترك عليه أن ينظر لما يعنيه ولما يعنيني، وإذا لم ننتبه للامور التي تعني الاخر والتي تولد لديه أي "نقزة" نكون بذلك نرى امورا نحن بغنى عنها.
نحن نريد الجبل مشرعا لكل الناس، نريده واحة سلام، ونريد أن نعطي لكل اللبنانيين مثالا من الجبل بأن المذاهب والطوائف تستطيع أن تعيش مع بعضها البعض بكرامة كاملة وبندية وبشراكة كاملة، ولكن الندية والشراكة تتطلب من كل واحد منا الحكمة والمسؤولية، وعلى القائد أن يكون حكيما ومسؤولا، لأن الحكمة والمسؤولية ليسا ضد الصلابة كما يعتقد بعض الناس، وليسا ضد إبداء الرأي والمفاخرة به وأن يكون للمرء موقف، ولكن يجب ألا تشعر الآخر بأنك تقوم بهذا الأمر لتجرحه او تمس بكرامته وراحته".
وأردف: "انا اعتقد انه من أكبر نجاحاتنا وجود سيدنا المطران، وانا هنا لا اساير، لأنكم تعلمون كيف كانت الأجواء قبل سيدنا وكيف أصبحت بعده فهو اليوم يحافظ على الكرامة وعلى الشراكة وعلى الوجود وفي نفس الوقت هو شخص منفتح ومتقبل الآخر ومبتسم ولم يتخذ اي موقف اشعر الآخر بأي حرج او انزعاج. ونحن كممارسة سياسية عامة استطعنا أن نجمع بين امرين: بين المصالحة وبين الندية في التعاطي، لأن المصالحة هي أن يعيش طرفان مع بعضهما ويبنيان مستقبلهما معا بجو من الندية ومن المحبة. ونحن اتخذنا قرارا بأن المستقبل في الجبل لا يبنى إلا إذا وضعنا يدنا بيد شركائنا في الوطن، بدءا من الموحدين الدروز إلى المسلمين في الإقليم، لأن هذه الطريقة هي الأفضل لهم ولنا وللوطن، فالوطن لا يقوم لا على غلبة ولا على قوة فريق على الاخر، فالوطن يقوم عندما يؤمن الجميع بأنه وطن نهائي، ويؤمنوا بقيام دولة جدية يكون فيها المواطنون سواسية تحت سقف القانون، والقانون يصنف، فنحن لا نصنف الناس".
وختم: "المعركة تتطلب منا بناء دولة، ولكي نبني دولة علينا الانتهاء من الآفة الكبرى وهي الفساد، انا سعيد لوجودي في بلدة عزيزة جدا على قلبي، ابتداء من رئيس البلدية إلى المختار إلى كل أبناء المطلة العزيزة، ولا ننسى جارتنا مزرعة الضهر ورئيس بلديتها حسيب عيد الذي هو اخ عزيز، انا مسرور لان القيم التي ندافع عنها ونتحدث عنها نحن نمارسها في عملنا اليومي وليست شعارات.
انا افاخر بصداقتي مع سيدنا المطران، وانا على تنسيق كامل معه لكل الأمور التي تعني الجبل ويدنا بيد بعض لنبني الجبل نحن وشركاؤنا ونعيش وإياهم بكرامة".
ثم تحدث المطران العمار فشكر الجميع الذين تعبوا وصلوا من اجل بيوتنا وعائلاتنا، وتمنى من الله "ان يعطينا عائلات تؤمن بهذه المنطقة وتحمل رسالة مسيحية بإمتياز ومنفتحة على كل اهلنا في هذه المنطقة".
وأكد العمار على كلام عدوان، معتبرا انه" كلام كنسي بإمتياز يتخطى الأبعاد السياسية"، مشيرا الى انه "متمسك بنهج المصالحة في الجبل التي يتمسك بها ابناء الجبل، بالتعاون والتنسيق مع عدوان"، آملا "ان تعكس هذه الرسالة ايماننا وحضورنا وتاريخنا بهذه المنطقة".
وشدد على"اننا نعيش في المنطقة ولا نخاف أبدا"، لافتا الى "ان رسالتنا الكنسية هي الضامنة لحقوقنا ووجودنا بهذه المنطقة"، متمنيا من الله "ان يعطينا مسؤولين قديسين في الكنيسة وفي السياسة".