Advertise here

بعد كل هذا التحريض إلى أين؟

03 تشرين الأول 2018 17:20:00
قبل الإنتخابات النيابية بفترة ليست بقليلة أعاد التيار الوطني الحر نبش القبور وفتح الجراح، ظناً منه أنها الطريقة لإنجاحه في الإنتخابات النيابية في الشوف. فباشر محازبيه وقياديه بفتح ملفات الحرب اللبنانية وتحريف التاريخ وصولاً الى التطاول على المقدسات والمحرمات، وعلى رأسها المعلم الشهيد كمال جنبلاط، مما أثار غضب شارع الحزب التقدمي الإشتراكي وليس الشارع الدرزي فقط.

إستدرك رئيس الحزب وليد جنبلاط الموضوع وأصدر تعميما إلى المناصرين والمحازبين بعدم الإنجرار إلى مشادات كلامية عبر وسائل التواصل الإجتماعي وغيرها وأن يكون الرد عبر صناديق الإقتراع وهكذا حصل وأتى يوم الإنتصار في السادس من أيار .

غير أن التيار وقيادته لم يكفوا عن التحريض الطائفي وتهديد السلم الأهلي، فحتى بعد الفوز الكاسح لمرشحي الحزب التقدمي الإشتراكي، ظلوا يحرضون عبر حلفائهم، الأمر الذي أدى الى حصول مأساة الشويفات بعد يومين على إنتهاء الإنتخابات وسقط الشهيد علاء أبو فرج، وهنا لا بد من تحية تقدير وإحترام إلى وكيل داخلية الشويفات الرفيق مروان أبو فرج الذي تصدى للفتنة بصدره العاري ومنع الثأر، بتوجيه من الرئيس والرفيق تيمور جنبلاط.

ومرة جديدة يتعالى رئيس الحزب على الجراح منعاً لفتنة في الجبل، بات معلوما لدى الجميع، من يريدها.

لم تنته محاولات التيار هنا فأرادوا أيضاً محاصرة الحزب الإشتراكي وزارياً من خلال عدم إعطائه التمثيل الصحيح في الحكومة، والذي هو حق للقاء الديمقراطي، وتقسيم حصة الوزراء الدروز بين الرئيس وليد جنبلاط وطلال أرسلان هنا أتى الرد واضحاً لا تنازلات في هذا الموضوع، بناءً على نتائج أفرزتها إنتخابات هم من وضعوا قانونها لمحاصرة وليد جنبلاط. فأكملوا موجة الشتائم إلى حد الوصول إلى المس بالشهداء. أيضاً وأيضا يستدرك الرئيس وليد جنبلاط الموقف ويهب لمنع الفتنة.

السؤال الذي يطرح نفسه لماذا يا جانب التيار الوطني الحر تريدون التعرض للجبل الممثل بوليد جنبلاط؟ لماذا لا تريدون المصالحة؟ لماذا تريدون حرباً عمياء جديدة؟ وليد جنبلاط هو أكثر من حرص على تنوع الجبل، وليد جنبلاط هو أكثر من حافظ على مسيحيي الجبل قبل الدروز، بعد المصالحة. حرب الجبل ولت ولت الى حيث لا رجعة. إتركوا لنا الجبل، إتركوا قلب لبنان، إتركوا إرث وطنية وعروبة كمال جنبلاط لنا، وإذهبوا. إذهبوا وإهتموا بشؤونكم وبعهدكم الفاشل والفاسد. إهتموا بصفقاتكم المشبوهة وبواخركم المعهودة.
وهنا يطرح السؤال إلى أين؟


(*) معتمد الحرف