Advertise here

"المنارة" البقاعية تشيع الشيخ نجيب أبو شاهين في مأتم شعبي حاشد

27 حزيران 2019 22:30:12

شيعت بلدة المنارة في البقاع الغربي فقيدها الشيخ والأديب والشاعر نجيب أبو شاهين بمأتم شعبي وروحي حاشد تقدمه لفيف من العلماء والمشايخ ورجال الدين وممثلو وزراء ونواب واحزاب وفعاليات ثقافية وتربوية وسياسية واجتماعية وحشود من قرى بقاعية وبعض المناطق، حيث صلي على جنازة الفقيد في باحة ثانوية المنارة الرسمية.

القاضي

كلمة الحزب التقدمي الاشتراكي ووزير الصناعة وائل ابو فاعور ألقاها ممثله وكيل داخلية التقدمي رباح القاضي فقال :"بين راشيا والمنارة مسافة ود واحترام، ومن المنارة الى المختارة مشوار مشيناه برفقة الراحل الجليل، في موقف كرامة وعز، يوم طلب من الشيخ، حين عزت الوقفات واحتاج الوطن الى رجال يصدحون بالحق، فقال انا حاضر وانطلقنا معه الى المختارة، فصدح هناك بصوت الحق من اجل الوطن.

وتابع القاضي، جئنا اليوم باسم الحزب والوزير ابو فاعور لنقدم لكم احر التعازي، ولنعزي انفسنا بهذا الراحل الكبير والفارس المقدام، صاحب الكلمة الحرة والموقف الجريء، والوطني الصحيح.

وأضاف القاضي " اذكر عندما زرناه  مع الوزير ابو فاعور باسم رئيس الحزب وليد جنبلاط لتقديم ميدالية المعلم الشهيد كمال جنبلاط عربون وفاء وتقدير لدوره النضالي ولمسيرته ونهجه، فكان من اكثر اللقاءات تأثيرا بوصفه موسوعة فكرية وثقافية، وعلامة من اعلام الشعر والأدب وبما يختزنه في ذاكرته من تاريخ نضالي يؤرخ حقبة من تاريخ لبنان وتاريخ حزبنا، وكنا كلما نأتي الى المنارة مع الوزير ابو فاعور نقصد منزله لننهل من علمه وفكره ودعائه ونقصد العلماء الأفاضل،واليوم برحيله خسرنا قامة كبرى من قامات الفكر والعلم ورجل جليل من الرجال الذين يفتقدهم البقاع ولبنان.

تحدث في التأبين معرفا شيخ قراء البقاع ومدير الازهر الشيخ علي الغزاوي الذي تلا ايات من الذكر الحكيم متحدثا عن مسيرة الراحل ومحطات مضيئة فيها.


 

الدسوقي

والقى رئيس المجلس الثقافي الإجتماعي في البقاع الغربي وراشيا الشاعر والأديب صالح الدسوقي كلمة تأبين خاطب فيها الفقيد قائلا : ما غبت لا ، تأبى الشموس غيابا، يا من رفعت شوامخاً وقبابا، أخي أيها المسافر في رحلة الخلد سلام عليك من حبر الدفاتر والأقلام وقمم الإبداع . أيها العائد من رحلة الألم العنيد الى رفعة الخلود.

شرقية

كلمة مفتي الجمهورية اللبنانية الدكتور عبد اللطيف دريان ألقاها القاضي الشيخ عبد الرحمن شرقية فقال :"يصعب علينا ان نراكم واقفين ولطالما رأينا فقيدنا واقفا على المنابر واعظا لاجلكم، طالما مشى أمامكم في افراحكم واتراحكم وفي مناسباتكم يا اهل البقاع والمنارة، اذ لا يقدر احد ان يكافىء هذا الشيخ الجليل الا بالدعاء والرجاء، استراح وما استرحنا، خسرنا وما خسر، شعره كان خدمة للدين  ولقضية فلسطين والقدس، واليوم بدأت تغريداته في هذا العالم الروحي، لم يسكت هذا الشاعر والعالم والواعظ، انما ينطق اليوم بلسان مهيب ابلغ من اي خطيب، وتقدم بالتعزية من المشيعين باسم المفتي دريان ومفتي البقاع الشيخ خليل الميس وباسم مجلس علماء البقاع واهل الازهر وصندوق الزكاة

 ثم ووري جثمان الفقيد في الثرى.

والفقيد هو إبن بلدة المنارة في البقاع الغربي من مواليد عام 1936، تلقى علومه في مدرسة البلدة، ثم إنتقل إلى دمشق لمتابعة علومه الدينية، وعاد الى قريته وتولى مهمة التعليم الديني في مدارسها منذ الستينيات ، والتحق بالتدريس في أزهر البقاع حتى تقاعده.

منذ صغره أحب إلقاء الشعر ، وشغف بالقصيدة والكتاب ، فجمع في مكتبته العامرة آلاف الكتب في الشعر والأدب والفلسفة ، وختم رحلته الأدبية في تشرين الثاني من العام الماضي 2018 بتوقيع ديوانه الشعري ” الدر النضيد ” في أزهر البقاع ، الذي صرف سنوات غالية من عمره بالتدريس فيه ، وهذا الديوان هو خلاصة تجربة الفقيد في الحياة ، وفيه الحكمة والموعظة والخواطر والتجارب التي خاضها على دروبها .

وله كذلك العديد من القصائد والكتابات والمدونات ، ومنها في السبعينيات ديوانه الشعري “جيل العبور” الذي أرخ فيه شعراً لنصر عام 1973 على العدو الصهيوني، ومن مطلع القصيدة أبياته :
حتام نصبرُ عنهمُ لا نثأرُ   وإلام هذا الصبرُ يا مدثرُ
يا للفضيحة حيزبونٌ ألحقت   عاراً بيعرب واستبد الأعورُ
مهلاً عجوز السوء إنا أمةٌ  شهد الزمانُ بأنها لا تقهرُ.