Advertise here

"الأنباء"... شعلة أمل في نفقٍ إعلامي مظلم

20 كانون الأول 2018 22:22:00 - آخر تحديث: 05 أيلول 2020 23:40:34

 لم يكن الحضور السياسي والإعلامي الواسع لحفل إطلاق الموقع الإلكتروني الجديد لجريدة "الأنباء"، مفاجئاً لدى معظم الذين غصّت بهم قاعة الاحتفال، كيف لا وهم يواكبون انطلاقة متميّزة لمشروع إعلامي واعد، يضيء شعلة أملٍ في نفق طويل دخلته الصحافة اللبنانية واندثرت في طيات ظلماته مؤسسات إعلامية عريقة، شكّلت علامة فارقة في تاريخ لبنان، وفي أزمنة التحولات الكبرى.

لعلّ المفاجأة الأهم التي طبعت هذا الحفل المنظّم بدقّة واتقان، تجسّدت في الحضور الفاعل لكلّ الأحزاب السياسية والشخصيّات الإعلامية، معطوفة على رعاية رئيس "اللقاء الديمقراطي" النائب تيمور جنبلاط للمناسبة، التي أضفت عليه نكهة مميزة، كميزة هذا النائب الشاب، الهادئ، الرصين والواعد، الذي يكتنز إرثاً كبيراً من الأخلاق والعلم والمعرفة المتوارثة أباً عن جدّ.

لعلّ الباحث عن سرّ الحضور المميّز كمّاً ونوعاً، لا يحتاج الى كثيرعناء، فهذه الاندفاعة لمواكبة ما يشبه المهرجان الإعلامي، ترتكز على ثابتتين أساسيتين. الأولى أن الحزب التقدمي الاشتراكي الذي تنطق جريدة "الأنباء" الإلكترونية باسمه، يتفرّد بالوقوف على تقاطعات السياسة اللبنانية المعقّدة، ليشكّل جسر تواصل بين القوى المتخاصمة والمتصارعة، من دون أن يلزمه أحدها بالخروج عن مبادئه وثوابته، فانتزع بذلك احترام الجميع لخصوصيته حتى في عزّ التباين مع سياساته. أما الثابتة الثانية فتنطلق من مصداقيّة "الأنباء" الإعلامية وحرفيّة القيمين عليها.

لا تنقصني الشجاعة لأعترف، بأني غالباً ما اقتبست من أخبار ومقالات "الأنباء"، معلومات شكّلت قاعدة لتقارير وتحقيقات أعددتها في سياق عملي الصحافي والإعلامي، انطلاقاً من مصداقية هذه المؤسسة ومصادرها التي تجيد قراءة الأحداث عند كلّ محطة أو استحقاق، ولم أتردد يوماً في الاستئناس برأي وتحليل مفوّض الاعلام الأستاذ رامي الريّس، وهو الزميل والأخ والصديق، الذي اكتسبت من ثقافته وخبرته ودماثة أخلاقه، ما أعطى عملي الكثير من المصداقية.

وكما اعتاد اللبنانيون على رصد التحولات الداخلية والخارجية، انطلاقاً من تغريدات وتلميحات وإيحاءات وليد بك جنبلاط، التي غالباً ما تصدق موجات "راداراته" الحساسة جداً، فإن ما تكتبه وتنشره "الأنباء"، يعطي إشارة واضحة إلى لبنان ما زال يزخر بصحافة صادقة وملتزمة وهادفة، حتى في عزّ اضمحلال مهنة المتاعب.

كلّ التوفيق لـ "الأنباء" في مسيرتها المتجددة وللساهرين عليها.