Advertise here

هولاند صديق لبنان الدائم

09 آذار 2019 22:15:10

زيارة الرئيس الفرنسي السابق فرنسوا هولاند الى لبنان لها دلالاتها الواسعة في هذا الوقت بالذات، ذلك أن كل زيارات هولاند السابقة كانت في أوقات مدروسة، وابان تطورات غير عادية. وينطبق هذا الواقع على الزيارات التي قام بها عندما كان رئيسا، وقبل ذلك بصفته أمينا عاما للحزب الاشتراكي الفرنسي، وعندما رافق زوجته السابقة سيغولين رويال خلال حملتها الانتخابية للرئاسة الفرنسية.

كانت لزيارة هولاند في 13 مارس 2005 وقع كبير في ذلك الوقت، حيث حضر متضامنا مع «ثورة الأرز» بصفته أمينا للحزب الاشتراكي الفرنسي وممثلا لأحزاب الاشتراكية الدولية، ويقول أحد المواكبين لتلك الزيارة، أن هولاند الذي أمضى ليلته في المختارة عشية مهرجان 14 آذار التاريخي، كان قلقا على اليوم التالي، لكنه أكد في تلك الأمسية، أن إرادة الشعوب لابد أن تنتصر، وهناك تعاطف دولي وعربي مع لبنان، لن يسمح للمتربصين شرا بالبلد بتنفيذ مآربهم.

وحملت زيارة هولاند في العام 2012 مواقف متقدمة في مجال دعم الشعب السوري، وأتت في سياق التضامن مع اللبنانيين ضد التفجيرات والاغتيالات التي حصلت.

أما حضور هولاند في ابريل 2016 الى بيروت في فترة الفراغ الرئاسي، فقد تعرضت لانتقادات كثيرة في فرنسا وفي لبنان، لأن البلاد كانت من دون رئيس للجمهورية، حيث استقبل هولاند على ارض المطار وزير الخارجية جبران باسيل، وهو حضر قبل مدة قصيرة من مغادرته قصر الأليزيه لحث اللبنانيين على الإسراع في انتخاب رئيس، وقيل في حينها، أن هولاند أجرى مروحة من الاتصالات الإقليمية بشأن ملف التسوية اللبنانية، لاسيما حول ملف انتخاب الرئيس - قبل حضوره الى بيروت، وقد قام هولاند بجولة على مخيمات اللاجئين السوريين في لبنان، معلنا مواقف تضامنية متقدمة مع الشعب السوري باسم المجموعة الأوروبية.

لزيارة هولاند السريعة الى لبنان هذه المرة اعتبارات خاصة لا يمكن فصلها عما يجري في لبنان. وهي بشكل أو بآخر جزء من حملة التضامن العربية والدولية معه، ولم يعد خافيا أن تكثيف زيارة المسؤولين الدوليين الى لبنان - خصوصا بعد بيان مجلس الأمن الدولي الشهر الماضي - تأتي بعد الحملة الإعلامية والميدانية التي قامت وتقوم بها مجموعات سياسية موالية للدولة السورية، وهذه الحملة أوحت بأن التغييرات التي حصلت في سوريا لناحية توسيع نفوذ النظام، يجب أن تصرف في لبنان، بحيث يجب أن يدور لبنان في فلك هذه القوى المنتصرة، ودائما وفق رؤية هذه المجموعات ذاتها.

المحطتان الرئيسيتان في زيارة هولاند واضحتي الأهداف. وفيهما تدعيم للقوى المتمسكة بالاستقلال والسيادة بعيدا عن الاستباحة الخارجية.

المحطة الأولى هي محاضرة الرئيس هولاند في الجامعة اليسوعية في ذكرى غياب الأب سليم عبو الذي كان أحد أهم مفكري ثورة الاستقلال.

والمحطة الثانية زيارته لرئيس الحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط في المختارة، وحضور الحفل الكبير الذي أقيم تكريما له. وهولاند أشار الى حملة تستهدف جنبلاط وكل القوى الحريصة على سيادة واستقلال لبنان من قوى تريد إعادة عقارب الساعة إلى الوراء، لكن أصدقاء لبنان لن يسمحوا بتركه وحيدا أمام الهجمة.