Advertise here

كمال جنبلاط ... شعلةً أنارت دروبنا

06 كانون الأول 2020 18:10:00 - آخر تحديث: 06 كانون الأول 2020 22:09:03

لم تغِب الشمس في 6 كانون الأول من عام 1917، عندما ولد القائد التقدمي الإشتراكي، المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، جالباً معه نور الحضارات، وخلاص الإنسان الأزلي، وشعلة لبنان المتقدّم. شعلةً أنارت دروبنا جميعاً، فأردتها يد الغدر برصاصات كادت أن تبصر عينيه فتعتذر. لكنّه لم يمت، فقد كان كمال جنبلاط، وما زال، يحثّنا على الأخلاق السامية بفكرٍ تمّ حفظه في صفحاتٍ ذهبيةٍ نسجها بأنامله الخالدةِ بعد أن رفض الرأسمالية، وتمرّد على الانعزالية، واستنار بالأخلاق السامية.

فها نحن الآن نتذكر جلساته التأملية، وحبّه للفرح والحياة، وكأنه يسكن أرواحنا جميعاً. يهمس لنا في أعماقنا، "سيروا على دربي، وناصروا قضيّتي. سأنتصر في نفوسكم، وستحرّرون العالم. كونوا النخبة الموعودة، فها هي فلسطين شامخة، و ها هي العروبة تجول في شرايينكم".

عاش كمال جنبلاط ثائراً منذ أنفاسه الأولى، فقد ثار على الإقطاع، وعلى الأعراف البالية، وعلى الظلم والاضطهاد والاحتلال، حاملاً رايته الشهيرة: "الحياة في أصالتها ثورة، فكن ثائراً على الدوام"، مناصراً لقضية الإنسان الحر، والشعب السعيد، والوطن التقدمي الإشتراكي، المنفتح على الحريات دون التخلّي عن العروبة والتراث، والمتشبث بالعلمانية السياسية، دون الابتعاد عن الدِّين ومفهومه الروحي. إنه خليط أسطوري من عناصر ذهبية: لبنان جديد متقدم، فيه السعادة والسلام، وعالمٌ عربي شرقي مزدهر. فأمسى كمال جنبلاط قدوة العصر، وانتشر رونقه في جميع بقاع الأرض، إلى أن بنى بنفسه جسر العبور من مستنقع الشرق إلى الشرق الجديد، فاغتاله أعداء الجسور وأصحاب الخنادق. فهل من رجلٍ يعيد للعرب بعد اليوم ما خسروا؟ 

ختاماً استشهد بما قاله الصحافي عزيز المتني، صديق المعلّم كمال جنبلاط:

"… هكذا هو تاريخ البشرية مذ كُوّنت. أمم الأرض ترجم رسلها والأنبياء، وتقتل مخلّصيها ومصلحيها، لتعود وتقيم لهم المعابد، وعلى دروبهم وتعاليمهم تنهج وتسير. فمثلك من أصحاب الرسالات لا يموت… مثلك يولد ليبقى في العقول والقلوب نوراً وهدى، أملاً ورجاء، مثالاً وقدوة".

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".