Advertise here

"صاروا ميّة وثلاثة"

05 كانون الأول 2020 15:37:00 - آخر تحديث: 05 كانون الأول 2020 15:39:30

آمن المعلّم الشهيد كمال جنبلاط، بأنَّ قيادة الناس لا يليق بها إلّا أن تكون حافلةً  بالمعرفة، فكان شاعراً فيلسوفاً وعالِماً كيميائياً وحقوقياً، ومفكِّراً، وسياسياً.

كان حلمه منذ الصغر أن يكون طبيباً، لكن المطران بستاني أقنعه بدراسة المحاماة? فبلورَ الكمالُ حلمَه الأول فيما بعد باختباره لعشبة القمح ومنافعها الطبية.

متأثراً بمهاتما غاندي، أسّس "الجبهة الاشتراكية الوطنية" لمحاربة الفساد الداخلي في لبنان، وكذلك أسّس "جبهة النضال الوطني"، كمحاولةٍ منه لإنقاذ لبنان الكبير بصيغة 1920.

قرأ الإنجيل والقرآن، والتوراة، وسلكَ مسلك التوحيد فيما بينها. وكتبَ العشرات من المؤلفات الأدبية والعلمية والفلسفية. وركّزَ في كتابه الأحبّ إليَّ،  "التوحيد في البحث والتنقيب" على الحكمة والموحّدين. فاعتبر أن الحكمة ليس لها وطن، وهي واحدةٌ مهما اختلف الزمان والمكان. فالتوحيد، كما قال ولد بولادة العقل، وشمولية المعتقد التوحيدي تجعل منه مسلكاً يعمر في كل دينٍ ولونٍ، وجنس. فالموحّدون لا تخلو منهم بقعة من بقاع الأرض.

 ومتأثراً بوالده الشهيد، عمل وحيده، رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط، جاهداً لإبعاد الموحّدين عن لعبة الأمم، مستبيحاً كل الوسائل لتحقيق هذه الغاية.

قال المعلّم في القيادة إنّها ليست جاهاً أو مكسباً مادياً أو معنوياً، أو منصباً فخرياً، إنّما هي مسؤولية، وعبءٌ ثقيلٌ، وعناءٌ، وتعبٌ، وتضحية، ويجب أن يتسلّمها ذوو الكفاءة والأخلاق والشجاعة والوعي. وكانت أهمّ قاعدةٍ ثبّتها في حياته أنه لا يمكن له البقاء في سجن الهويّة الطائفية الضيّقة.

ما أحوجنا اليوم إلى قياديين أمثالك، وما أحوج البعض لفكركَ التوحيدي. فأنت لم تكن محباً فقط للمختارة والشوف، إنما أحببتَ لبنان كل لبنان وأحببتَ الشرق والعالم أجمع.

 (صاروا ميّة وثلاثة يا معلّم)، وستبقى فينا وتنتصر.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".