Advertise here

بين "التيار" و"المستقبل"... مليارات واعتذارات!

07 آذار 2019 07:25:00 - آخر تحديث: 08 آذار 2019 08:11:54

لا تعفي الخلافات فريقًا في لبنان رغم حساسيّة الوضع الراهن. فخطوط الاشتباك دائمًا مفتوحة بين مختلف الأفرقاء و"ما حدا فوق راسو خيمة". اليوم، يعود خلافٌ قديمٌ-جديد إلى الواجهة بطلته 11 مليار دولار "مفقودة"، لتبدأ بعدها رحلة البحث عنها في أروقة الماضي وأوراق التاريخ.

تحت عنوان "محاربة الفساد" يبحث التيار الوطني الحرّ عن الأموال المفقودة، وتحت عنوان "السنيورة رجل دولة" يدافع تيار المستقبل عن "مُتّهمه" الأول، أما المحصلة فحربُ مقدمات بين التلفزيونين البرتقالي والأزرق، ثم محاولات تهدئة.

لا يخفى على أحد أنّ "الوطني الحرّ" و"المستقبل" يعيشان اليوم أفضل أيام حياتهما معًا، بعدما جمعتهما قراراتٌ مصيرية مذيّلة بشعار إنجاح العهد وإبعاد "الحرتقات" منه خصوصًا أن رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة هما مدماكا هذا العهد الذي يهتز بين فترة وأخرى. ولكن على ما يبدو، فإنّ الصداقة بين الفريقين لم تحل دون إعادة فلفشة البرتقاليين في كتاب الإبراء المستحيل الذي طوته الأيام أو هكذا ظنّ المستقبليون، ليُفاجأوا بعد سنواتٍ بفتح النار على رئيس الحكومة الأسبق فؤاد السنيورة واتهامه مباشرة بالتفريط بأموال الدولة.

يقرأ كثيرون في نيران "التيار" بوابة عبور لا أكثر إلى ما أسماه "مسار مكافحة الفساد"، ولعبور هذه البوابة لا بدّ من فتح النيران عشوائيًّا يمينًا وشمالًا حتى لو كلّفه الأمر مزايدات وتحمُّل الردود التي تتهمه هو الآخر أو بعض أعضائه بالفساد. لم تهضم معدة "المستقبل" مثل هذا "الخروج عن النصّ" وبالتالي اشتعلت إعلاميًّا قبل أن يهدّئها رئيس الحكومة سعد الحريري ورئيس التيار جبران باسيل. وفيما تسللت معلومات صحافية قوامُها أن باسيل وجّه اعتذارًا إلى الحريري غاسلًا يديه من مقدّمة الـ "أو تي في" باعتبارها اجتهادًا شخصيًّا، علمت "الأنباء" أن "هذا التسويع حصل بالفعل بعدما أبدى الحريري امتعاضه من فتح النيران على السنيورة في هذا التوقيت بالذات، بعدما بدأت الأمور الإصلاحية تستوي والخطط الاقتصادية توضع على سكتها الصحيحة".

وسط هذه المعمعة، يبقى سؤالٌ لا مناص منه في حال مقاربة الأمور منطقيًّا: هل أصبح الإعلام مكسرَ عصا للسياسيين يستخدمونه ساعة يشاؤون ويتنصلون منه ساعة يشاؤون؟ أم أنه فعلًا خروج من الإعلام عن ثوابت التهدئة وبالتالي بات الضبط واجبًا لا خيارًا؟