Advertise here

مفاوضات الترسيم لن تستمر.. فهل تُستكمل مع تسلّم بايدن؟

01 كانون الأول 2020 17:55:28

بعدما أُشبِعَت المرحلة التحضيرية لإطلاق المفاوضات حول الترسيم البحري بين لبنان وإسرائيل، بوساطة أميركية ورعاية دولية، درساً وتمحيصاً وجولات أميركية مكوكية بين بيروت وتل أبيب، بدا مُلفتاً الإعلان عن تأجيل الجولة القادمة منها، فيما يعوّل لبنان على نتائجها للاستفادة من ثرواته من النّفط والغاز، ولإنقاذ وضعه الإقتصادي والمالي المتردّي.

فماذا يُمكن للبنان أن يسمع من الوسيط الأميركي الجديد، جون دو روشيه، في هذا الإطار؟ وهل من كلام فعّال على وقع الضبابية التي تحكم المستقبل، على أكثر من مستوى؟

الحلقة الأولى

رأى مصدر مُتابِع لملف الترسيم الحدودي البحري جنوباً أن "كلّ ما أُنجِزَ فيه سابقاً، وحتى انطلاق التفاوُض نفسه، كان لأهداف انتخابية ترتبط بمستقبل الرئيس الأميركي دونالد ترامب السياسي، قُبَيل الإنتخابات الرئاسية الأميركية. وهذا ما أدّى الى ترنّحه الآن".

واعتبر في حديث الى وكالة "أخبار اليوم" أن "تلك المفاوضات لن تستمرّ، فيما إعادة إطلاقها من جديد ينتظر تسلُّم إدارة الرئيس الأميركي المُنتَخَب جو بايدن السلطة، بالكامل، على مستوى كلّ ما فيها من مكوّنات. وهو ما يحتاج الى الكثير من الأشهر".

وأشار الى أن "تهاوي الترسيم البحري في جنوب لبنان هو الحلقة الأولى التي انكسرت في المنطقة، من ضمن سلسلة ستشهد الكثير من الضّربات مستقبلاً، حتى على مستوى التطبيع العربي - الإسرائيلي، الذي لا بدّ له من إدخال العنصر الفلسطيني كمكوّن أساسي فيه. وهذا ما لم يحصل مع ترامب بسبب ضيق الوقت. ولكن بايدن سينجح في الدّفع باتّجاهه".

إقتصاد متعثّر

وأوضح المصدر:"سيُعيد بايدن الدولة الأميركية الى المشهد الدولي، وهو نَفَس خفّ كثيراً مع شخصية ترامب التي سيطرت على المشهدَيْن الأميركي والعالمي. فالأخير عمل لوحده، حتى إنه أبقى آلاف المراكز شاغرة في وزارة الخارجية الأميركية، في دولة كبرى هي الولايات المتحدة، تتعاطى مع دول العالم كلّه، وهذا لا يجوز".

وقال:"الأمر الاستراتيجي الأساسي الآخر الذي سيقوم به بايدن أيضاً هو إعادة إحياء الحلف الدولي الكبير بين الولايات المتحدة وأوروبا، والذي لا يُمكن للعالم أن يعيش من دونه. وفي مرحلة أبعَد، سيعمل على الملف الإيراني. فهو (بايدن) ليس مستعجلاً في هذا الإطار، نظراً الى أن طهران هي المُكتوِيَة بأوضاعها، وصاحبة الأوراق المحروقة بالعقوبات "الترامبية". وهذا الواقع يُعطي الرئيس الأميركي الجديد هوامش واسعة جدّاً تجاهها، سواء في الداخل الإيراني، أو في المنطقة عموماً".

وختم:"بايدن سيعمل وفق المصالح الأميركية، وهو ما ينسحب على كل الملفات، بما فيها تلك المتعلّقة بالشرق الأوسط. ومن هنا، لا بدّ من عمل سياسي لبناني يواكب المُنتظَر على هذا الصّعيد، خصوصاً أن لبنان بات صاحب أحد أكثر الإقتصادات المتعثّرة. ولكن المشكلة  تكمُن في مكوّنات السلطة اللبنانية التي لا تعمل، والتي ترفض التنحّي، حتى ولو مات الشّعب اللبناني كلّه".