Advertise here

وداعـاً طليـع صعــب

30 تشرين الثاني 2020 14:25:00 - آخر تحديث: 30 تشرين الثاني 2020 14:35:38

الرفيق طليع صعب لم ينقطع يوماً عن النضال من أجل مواطنٍ حرّ وشعب سعيد.
عُرِفَ بصدقِ التزامهِ ووفائهِ لمسيرةِ الحزب وخطّهِ التقدّمي التحرّري الإنسانيّ.
في زمن الحرب كان في مقدّمةِ المدافعين عن الأرض والعِرض والكرامة، وفي زمن السّلم كان في طليعة العاملين على تأمين حقوق النّاس ومصالحها، ولا سيّما تلك الفئات المحرومة والكادحة منها.
غادرنا الرفيق طليع رحمهُ الله، والبلاد تعاني من " كورونا " سياسيّة، واجتماعيّة، واقتصاديّة، وماليّة، وأخلاقيّة، وبيئيّة، بالإضافةِ طبعاً إلى فيروس " كورونا " الخطير الذي تفشّى في لبنان بشكلٍ مريع.

غادرنا وهو في قلقٍ على لبنان الوطن الجريح والمنكوب في سلسلةٍ من الأزمات المتلاحقة التي تكاد لا تنتهي. فكم من فرصةٍ للتسويةِ السياسيّةِ والإنقاذ أضعناها كلبنانيين، مع الأسف الشّديد، سدىً! 
 كان رحمه الله صديقاً صدوقاً، ورفيقاً مخلصاً وفياً، طيب القلب، محباً للجميع، لا يكِنُّ عداءً أو خصاماً لأحد. يؤدي واجبه الاجتماعي باندفاعٍ وطيبة خاطر، مؤمناً باللّه الواحد الأحد، وبالاشتراكية نهجاً، وبالتوحيد ديناً. 

 في عُرفِ طليع صعب الغاية لا تنفصلُ عنْ الوسيلةِ الشريفةِ. والحقّ ليس للقوّة، بل لصاحب الحقّ قوياً كان أم ضعيفاً. والوطنيّة اللبنانية لا تنفصل عن العروبةِ في مفهومها الحضاري التقدّمي. والاشتراكيّة الصحيحة لا تتعارض مع المُلكية الخاصة والمبادرة الفرديّة. والحركة القوميّة لا تتناقض مع تيارَي التجمّع البشري والتكوّر الإنساني.

كان المرحوم طليع العين الساهرة على أفراد أسرته، يحيطهم برعايتهِ واهتمامهِ، ويعمل بكـدٍ ونشاط على تأمين حياةٍ تليق بهم من دون عوز وارتهان لأحد.
كان مثال الاستقامة ونبـلَ الأخلاق. تربّى على القيَم والمبادئ، ومارسها على أرضِ الواقع بقناعةٍ تامة.

كان وفيًّا لمبادئ الحزب في زمنٍ قــلَّ فيهِ الوفاء، وكثُر فيه النفاق!

هالنا خبر رحيله المفاجئ، وقد اصطفاهُ الله إلى جواره وهو في ريعانِ شبابه. هي مشيئته تعالى، ففي رحاب الخُلد والضياء...

وتبقى رحمة الخالق أرفع وسام وأجمل تكريم للإنسان في الدنيا والآخرة.

أخيراً، باسم قيادة الحزب التقدمي الاشتراكي، وباسم وكالة الداخليّة في الشويفات، نشكرُ كلّ من واسانا وشاركنا المصاب الجلَل بالرفيق الراحل. تغمّدهُ الله بواسع رحمتهِ، وأسكنهُ فسيح جِنانهِ.

وداعاً طليع صعب. وداعاً يا أبا رائد. وداعًا أيّها الراحل الحبيب، يا مَن غادرتنا تاركاً في القلب غصّة، وفي العين دمعة.

                                   
*عضو مجلس قيادة الحزب التقدّمي الإشتراكي