Advertise here

واقعٌ مأساوي ومستقبلٌ ضبابي

28 تشرين الثاني 2020 16:45:39

للأسف الشديد، نحن ببلدٍ يسكنها أهلها وهم غرباء فيها.

همُّ المعيشة يلاحقهم من مختلف النواحي الاقتصادية، والمالية، والاجتماعية. أمّا أهمّها، أوّلها وآخرها، السياسية، فحدِّث بلا حرج...

عمّا نسأل، وفي أي إطارٍ نتكلّم.
عن كبار السّن الذين يتأوّهون ويطالبون بعيشٍ كريم في سنواتهم المتبقية لهم على هذه البسيطة، وهم يفتقدون أبسط حقوقهم وضمان عيشهم؟ 

عن استشفائهم وإذلالهم، يشحذون صحّتهم، ويُستبعدون عن ذويهم داخل المستشفيات. لا عيون ترى، ولا آذانٍ تسمع؟
أم عن الشباب والشابات الذين بات البؤس رفيقهم، والهمّ واليأس صديقهم.
فإذا وجدوا باباً للفرح والأمل اعتقدوا أنّهم في جنة الفردوس.

وعند الحديث عن الأطفال يكون الصمت سيّد الموقف... هؤلاء هم المظلومون، المضطهدون، لأنهم سيكبرون في وسط هذه الكذبة الكبيرة التي تخنقهم شيئاً فشيئاً وهي تقول سنكون سنَداً لكم ولمستقبلكم، ونحن حريصون عليكم! 
والحقيقة أنّهم يُغرقونهم في ديونٍ توصلهم إلى القعر.
وماذا عن أمل الاغتراب والمغتربين الذين يعانون ثمن الغربة ومأساة الوطن، فيعيشون الغربة مرّتين، والمعاناة الأمَرّ، لأنهم من بلدٍ لم يتحمّل وجودهم.

فيا هل ترى، أيأتيهم الصبر بالفرج القريب، وإلى متى؟ 
أم ندعوهم إلى ثورةٍ تبدأ بذاتهم، وتمتد إلى سلطتهم وحكّامها وأحكامها؟ 
أم نقول لهم، أنتم وحدكم أمل التغيير دون سواكم. اتحدوا، وكونوا يداً واحدة لمواجهة مصيركم المحتوم بالخطط والمشاريع الفردية والجماعية، التي بها تُفتح أبواب البدايات لوطنٍ جديدٍ حرٍ مستقل اسمه لبنان.

لعلنا قريباً نرنو إلى تحقيق ما نصبو إليه، وإن كان الواقع لا يبشّر بالفرج. علينا التسلّح بالإرادة، والعمل، والسعي الدائم، وبإذنه تعالى نحقّق المبتغى.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".