Advertise here

لبنان ارض الشعر والصلاة

28 تشرين الثاني 2020 10:50:27

الوطن هو قلب الإنسان وروحه، والإنسان بلا وطن كالأشجار بلا أوراق. كالجسد بلا روح. ويجب على كل إنسان أن يحفظ وطنه ويضعه في عينيه لأن الوطن لا يعوّض.

ولكن الإنسان لا يُناضل إلّا من أجل ما يُحِب، ولايُحِب إلّا ما هو حريٌّ بالتقدير والاحترام، فكيف يُطلب من مواطنٍ أن يُحبّ وطنه ويُقدّره وهو يجهل تاريخه، ولا يشعر في قرارة نفسه بأنّه ينعم بما تُؤمّنُه الدول الأخرى لرعاياها من أمنٍ ورفاهية.

قال نزار قباني: "لبنان، ذلك البلد العابق بروائح التاريخ الزكيّة التي تشهد عليها جبال بعلبك الشامخة، وشجر الأرز الضارب بأصله في أعماق التاريخ. في هواها يسكن السلام، وفي بيوتها يغفو الأمل، ويصحو كل يوم ليعلن إشراقة شمس الحياة من جديد، وفي تفاصيلها يقطن الجمال الخالد الذي لن يموت".

 لبنان، لستُ آسفاً إلّا لأنني لا أملك إلّا حياةً واحدة أضحّي بها فى سبيلك. ليتني قمرٌ في سماك، أو طيرٌ محلّقٌ في هواك، لكنني لك ابنٌ بارٌ، مستعدٌ للموت فداك...

كيف لا يكبُر على العزّة والكرامة مَن تنفّس هواك، واستظلّ شجر الأرز فيك.

كيف لا يحبّك وأنت السند لِمَن لا سند َ لَهُ، والرحم الذِي حملنا بعد بطون أمهاتنا. 

لبنان يا بلداً تكحّل بجمال الشاطئ، وتنفّس هواء غابات الصنوبر الشامخة، أحبّك بقدر ما فيك من جمال. الأحمر في علَمِك رمز الأرواح الثائرة القوية، والأبيض رمز السلام القاطن في قلبك، والأرزة الخضراء الشامخة إرث الجدود، وأمل الشباب القادم.

ستظلّ جبلاً شامخاً ترنو إليك الأرواح، وتتعلّق بك القلوب، وتشخص لك الهمم مهما أثخنتك الجراح.
 في شوارعك، لبنان، رقصنا أجمل رقصات الطفولة، ودندنّا أحلى أغاني الفرح. فأنت يا وطني وهج الروح الذي لا ينطفئ أبداً. ومَن يملك وطناً مثلك، يملك كنزاً لا تضاهيه درر العالم وإن اجتمعت. 

في شواطىء بيروت ألف حكاية أمل، وفي جبال بعلبك باقاتٍ من الفرح، وعلى شواطئ صيدا حكاية عشق بين الأزل والأبد، فكيف لا تكون أيقونة جمالٍ يا لبنان؟ 

عشقُنا لك يا لبنان لاَ يَتَغَيّرُ ، فأنتَ باقٍ وَنَحنُ زَائِلُون. لبنان يا مَدرَسَةً عَلّمَتـنا لغة الحياة، ودرّستنا فنّ التحدي والصمود والبقاء.

لبنان أيهّا الوطن الحاضنُ للماضي والحاضر، ويا من فتن جمالك الشعراء، وأطربت لياليك قلوب العشاق، أنت أنشودة الحياة وبسمة العمر. في لامِكَ تكمن سمة الحياة، وفي بائِك يسكن البهاء، أما نونك فتحمل كل معاني الإباء، والألف للروح إيمان ورجاء، ونونك الأخيرة نبراس علم وشعلة ضياء.

نأمل أن ينال لبنان استقلاله الحقيقي بعيداً عن المحاصصة والتطاولات الخارجية، ويصبح بلداً حراً سيّداً حقيقياً لا يأبه للمزايدات، وينبض بالحرية المطلقة، ويتنعّم شعبه بالراحة والاطمئنان....

عشتَ يا لبنان، ودام أرزك شامخاً في جبالك الأبيّة، وعلَمُك مرفرفاً حراً أبيّاً في عليائك.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".