خطر كورونا على حاله كما إرتفاع الإصابات... فكيف تعود المدارس الإثنين؟
27 تشرين الثاني 2020
10:24
Article Content
بات يمكن الجزم أن تلاميذ لبنان وطلّابه لم يختبروا فرصة تعليم حقيقية بعد أن إجتاح فيروس كورونا البلاد، حيث لا يقتصر تخبّط الحكومة في ملف كورونا في الشق الصحي، بل طاول القطاع التربوي أيضاً، فكان للأخير نصيبا من القرارات العشوائية التي إتخذتها الوزارات المعنية في محاولات كبح الإنتشار، من الإغلاق الجزئي، إلى إقفال بعض المناطق، وغيرها، فأصيب الطلاب بالضياع، "يوم بالبيت ويوم بالمدرسة"، مع ضرورة التأكيد هنا الى المخاطر الكبيرة المرافقة لقرار فتح المدارس في مطلع العام الدراسي والذي يبدو انه اتخذ مجدداً بعد رفع الاقفال العام، كما أعلن وزير التربية طارق المجذوب، الذي عقد مؤتمرا أعلن فيه إستمرار سياسة التعليم المُدمج بعد الإقفال، وهو أمر أكّدته مديرة الارشاد والتوجيه في وزارة التربية هيلدا خوري في حديثٍ لجريدة "الأنباء" الالكترونية، مشيرة إلى أن "الوزارة بإنتظار توصيات اللجنة الوزارية المتابعة لملف فيروس كورونا للبناء على الشيء مقتضاه".
وأضافت خوري: "إذا تقرر تمديد الإقفال، ستستمر عملية التعليم عن بُعد، أما في حال إتٌّخد قرار عودة فتح الإقتصاد، فستعود سياسة التعليم المُدمج، وهي السياسية الأفضل حاليا للتوفيق بين الظروف الصحية والتعليم".
إلّا أن خوري لفتت إلى أن "الوزارة جاهزة لمواكبة التعليم المُدمج وعودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة جزئيا، فالمدارس تتخذ مختلف الإجراءات الوقائية أثناء حضور التلاميذ، كما أن مبعوثي مصلحة التعليم الخاص وقسم الإشراف الصحي في مديرية الإرشاد والتوجيه يتابعون الإجراءات عن كثب، إضافة إلى غرفة عمليات 24/24 إستحدثتها الوزارة، يتم التواصل معها في حال رصد أي إصابة في المدارس، ليتم إتخاذ الإجراءات الملائمة، علما أن برنامجا إلكترونيا يصل الغرفة بوزارة الصحة، من أجل رصد الإصابة من قبلها ومتابعتها طبيا".
مخاطر فتح المدار
هذا القرار دونه مخاطر كثيرة، حيث لفت مفوض التربية في الحزب التقدمي الإشتراكي سمير نجم في حديث لـ"الأنباء" إلى ان "المدارس تتمتع بالحد الأدنى من الجهوزية لناحية التعقيم وإتخاذ الإجراءات الوقائية، لكن خطر كورونا لا يزال قائما في ظل إرتفاع أعداد الإصابات، لذلك، كان من المفضل إرجاء فتح المدارس إلى ما بعد رأس السنة، أي بعد إنتهاء عطلة الأعياد، للتخفيف أكثر من مخالطة التلاميذ بعضهم بعضا، كما وتخطي فترة حمل الفيروس بالجسم، خصوصا وان عددا كبيرا من الطلّاب لا يلتزمون إجراءات الوقاية خارج المدرسة، بسبب غياب الوعي".
كما ذكر نجم أن "بعض المدارس كانت قد سجّلت في الفترات الأخيرة أعداد من الإصابات، تراوحت ما بين الثلاث إصابات والثماني في كل مدرسة".
وحول تجربة التعليم عن بُعد، فقد رأى نجم أن "لبنان غير مجهّز لوجستيا للتجربة في ظل غياب الكهرباء والإنترنت، كما أن التلاميذ والأهالي يعانون نقصَ التقنيات".
رأي آخر عبّر عنه نقيب المعلمين في المدارس الخاصة رولدف عبّود الذي أيّد "عودة التلاميذ إلى مقاعد المدارس، إذ العملية التعليمية تتم بطريقة أسهل وأبسط، بالنسبة للطلاب والمعلمين على حدٍ سواء".
إلّا أن عبود أكد في إتصال مع "الأنباء" إلتزام المدارس بـ"قرارات وزارة التربية، التي تصدر تبعا للظروف الصحية، ففي حال فرض الإقفال نفسه على المدارس الخاصة، فهي ستلتزم إذ لصحة التلاميذ والهيئات التعليمية الأولوية، أما في حال قضى قرار الوزارة بالعودة إلى المدارس، فالتعليم المباشر سيعود".