Advertise here

العريضي: ما أقدم عليه ترامب من جرائم ضد الشعب الفلسطيني لم تُقدِم عليه أي إدارة أخرى

25 تشرين الثاني 2020 23:36:52

العريضي: ما أقدم عليه ترامب من جرائم ضد الشعب الفلسطيني لم تُقدِم عليه أي إدارة أخرى
رأى الوزير والنائب السابق غازي العريضي "أنّ فوز المُرشّح جو بايدن بالرئاسة الأميركية، حدث هام، لكن ولايته لن تكون سهلة، نظراً إلى ما تركه الرئيس الحالي دونالد ترامب، من وقائع موجودة بفعل قراراته التي شكّلت انقلاباً حقيقياً ترك تداعياته، خاصة في ما يتعلّق بالقضية الفلسطينية، لذلك سنكون أمام المزيد من التحديات والمتاعب والمصاعب، وعلينا أنْ نعود إلى تجديد الأمل ليس بالإدارة الأميركية، بل بالإرادة وإدارتنا نحن للصراع مع المُحتل الإسرائيلي، ويجب أنْ يكون معيار العلاقة مع الإدارة الأميركية هو كيف ستتعاطى مع القضية الفلسطينية".

وقال الوزير العريضي في حديثٍ لـ"تلفزيون فلسطين": "لا أسف على سقوط جنون ترامب، فقد كانت إدارة الجنون بأبشع تجلياته من داخل أميركا إلى آخر موقع على الكرة الأرضية، والخطورة الأكبر هي ضد الشعب الفلسطيني، وما أقدم عليه ترامب من جرائم ضد الإنسانية والتاريخ في مُواجهة الشعب الفلسطيني بتغطية "إسرائيل" بالقدس وغور الأردن والاستيطان والإرهاب والتنصّل من اتفاقيات، واستمرار التوسّع وقهر الشعب الفلسطيني، لم تُقدِم عليه أي إدارة أخرى، ولا شك في أنّ إخراجه من البيت الأبيض ترك ارتياحاً هاماً، لكن سيكون الأمر مُكلفاً".

وأضاف: "أعتقد بأنّ بايدن رجل أكثر هدوءاً واستماعاً واستعداداً للنقاش، والمسألة تتجاوز الشخصية، لكن هناك انقلاباً حقيقياً حصل بفعل جنوح ترامب، فهل سيأتي بايدن ويقول على سبيل المثال: لا أوافق على القدس عاصمة لـ"إسرائيل"، ونقل السفارة الأميركية إلى القدس؟... لكن دون أنْ نُسلم بهذا الأمر، نحن كأصحاب حق، إذا أردنا أنْ ننظر بواقعية وموضوعية، لوضعية الرئيس الأميركي الجديد الامتحان الأكبر، يعني عودة إلى ما كان قد طرح وزير الخارجية الأميركي الأسبق جون كيري من أفكار وصيغ وتفاعلت معه السلطة الفلسطينية للوصول إلى مخرج، والمُستجد في السنوات الأربع الماضية موضوع القدس بشكل خطير، إذا كان ثابتاً على التزامه بالذهاب إلى مُحاولة الوصول لتسوية مع السلطة الفلسطينية، وإمكانية الوصول إليها ليست مُستحيلة المخارج طرحت من قِبل الإدارة "الديمُقراطية السابقة" ويُمكن العودة إليها، الإسرائيلي ونتنياهو لا يقبلان، لكن نحن أمام واقع إسرائيلي داخلي مأزوم في كثير من الأمور، ماذا ستفعل الإدارة الأميركية، وكيف ستتعامل مع ذلك، يجب أنْ ننتظر لنرى ما هي الخطوات التي سيُقدِم عليها الرئيس الأميركي المُنتخب؟".

وحيّا الوزير العريضي "رئيس دولة فلسطين محمود عباس على مواقفه الثابتة بالتمسّك بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، وتمسّكه برؤية السلام العادل، لذلك كانت دعوته إلى عقد مُؤتمر دولي للسلام، كي لا نبقى أمام حالة تفرّد من قِبل الأميركيين، لأنّ سياسة ترامب كانت دائماً سياسة الانحياز إلى "إسرائيل"، التي لم تُوافِق يوماً على فكرة مُؤتمر، ولا تريد أحداً، حتى الأُمم المُتّحدة، وهي تتجاوز قراراتها، ونظرياً تُريد أميركا وواقعياً لا تُريدها"، مُشيراً إلى أنّه "شهادة للتاريخ بأنّ الرئيس "أبو مازن" لم يُوقّع، وقال: أنا لن أوقّع ما رفضته القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وهو فعل ذلك وكان موقفه مُشرّفاً".

ولمح إلى أنّ "السلطة الفلسطينية، فور استلام الرئيس الأميركي جو بايدن مهامه، ستقوم بدورها مُباشرة، وستبني مواقفها انطلاقاً من الإلتزامات التي أعلن عنها، والحوار على قاعدة حل الدولتين، الذي جاء في قرارات الأُمم المُتّحدة، والسلطة ستذهب للقيام بهذا الدور، ولديها الكثير الكثير ممّا تقوله للإدارة الأميركية الجديدة، انطلاقاً من تجاربها المريرة مع الإدارة السابقة، عندما كانت العلاقات قائمة، ماذا كان يدور من حوارات؟، كيف كانوا يقولون شيئاً ويفعلون أشياءً أخرى مُعاكسة، وكيف تنصلّوا من كثير من الإلتزامات، وصولاً إلى مرحلة القطيعة".

واستطرد الوزير العريضي قائلاً: "لقد قدّم الفلسطينيون على مدى سنوات، الكثير من أجل الوصول إلى السلام، كانوا ولا يزالون مُتمسّكين بقرارات الشرعية الدولية، إذا كانت الإدارة الأميركية ستُغيّر أسلوبها فقط وستذهب بالاتجاه ذاته لتكريس ما أُنجز على يد ترامب ونتنياهو على الأرض الفلسطينية، لا نكون أمام أي تغيير أو أمل بالوصول إلى اتفاقات أخرى".

ورأى أنّ "إدارة بايدن لن تكون مُرتاحة في قراراتها بسبب سيطرة "الجمهوريين" على الكونغرس، هذا في وقت يُوجد فيه 428 مليون قطعة سلاح في أيدي الشعب الأميركي، حيث تنتشر عناصر الميليشيات في شوارع أميركا، وهم مُدجّجون بالأسلحة، وهو ما لم نراه في أي دولة أخرى فيها ميليشيات وحروب على المُستوى الفردي، وترامب فخور بهذا المشهد، إضافة إلى العنصرية والقتل والجرائم وتشويه كل شرعة حقوق الإنسان، وصورة أميركا الديمقراطية ضد الشعب الأميركي، فيما يدّعي ضد آخرين، وهو الأكثر انحيازاً لصالح الكيان الإسرائيلي وسياساته".

وأشار إلى أنّ "النظرية التي أراد تعميمها نتنياهو - وللأسف نجح - تقوم على أنّ العلاقات الجيدة والطبيعية مع الدول العربية قد تُساعد في حل القضية الفلسطينية، العكس تماماً، فمضمون ما قام به هو تدمير القضية الفلسطينية، لذلك يأتي بايدن في هذا الظرف، ويجب أنْ نتوقّع في أي وقت، أنْ يقول أي مسؤول أميركي، العرب ذهبوا في هذا الاتجاه، ماذا تطلبون منّا نحن؟".

ووجّه التحية إلى "أبناء الشعب الفلسطيني داخل الأراضي المُحتلة وفي الشتات، فهم صامدون يُكافحون ويُناضلون مُتمسّكين بأرضهم وإقامة الدولة المُستقلة فوق الأرض الفلسطينية، وقد فشل المُحتل الإسرائيلي في مُحاولة كسر عزيمة وإرادة الشعب الفلسطيني البطل أو اخضاعه، على الرغم من الدعم اللامحدود من قِبل إدارة ترامب، بما يُشكّل إرهاباً بما للكلمة من معنى".

ورأى الوزير العريضي أنّه "في ظل التطوّرات الخطيرة التي تشهدها المنطقة، وكل المُعاناة والقهر والظلم، ربما تأخّر وصول الشعب الفلسطيني إلى تحقيق هدفه بإقامة دولته المُستقلّة، لكن لا يُسقِطه كهدف، ولا تسقط إرادة أصحابه".

وعن المُكتسبات التي تحقّقت قبل 8 سنوات، مع الانتصار التاريخي الذي يُسجّل فيه للسيد الرئيس محمود عباس، اعتراف العالم بعضوية دولة فلسطين في الأُمم المُتّحدة، قال الوزير العريضي: "مع كل جبروت الإدارة الأميركية، وجنون إدارة ترامب، والدعم الاستثنائي الذي لم نشهده من قِبل أميركا لحكومات الإرهاب في "إسرائيل"، مثل الذي قُدّم من إدارة ترامب، في لحظات وساعات وأيام ومراحل كان الجنون بسبب الانفعال الأميركي والإسرائيلي المُركّز على منع السلطة الفلسطينية، وهم يُحاولون منعها من الانضمام إلى اتفاقيات ومُنظّمات دولية، ماذا يفعلون مع السلطة والشعب الفلسطيني؟ هم مرعوبون من انضمام الشعب الفلسطيني إلى "اليونيسكو" و"اتفاقية الملكية الفكرية" و"المحكمة الجنائية الدولية"، ووصل جنون إدارة ترامب إلى الادعاء على المُدعية العامة في "المحكمة الجنائية الدولية"، وسحب تأشيرة دخولها إلى أميركا، ووضعها وفريق العمل على لائحة العقوبات المالية، لأنهم يذهبون إلى التحقيق في جرائم ضد الإنسانية ارتكبتها "إسرائيل" بحق الشعب الفلسطيني".‏

وعن إعلان الرئيس ياسر عرفات "وثيقة الاستقلال" من الجزائر في العام 1988 التي كان حاضراً فيها، استعاد الوزير العريضي تلك اللحظات، قائلاً: "بكل فخر واعتزاز وبطبيعة انتمائي للقضية الفلسطينية وإلتزامي بمدرسة المعلّم كمال جنبلاط، وإلى جانب الرمز الكبير وليد جنبلاط، الذي حمل هذه الأمانة، كُنتُ مُتابعاً لكل هذه التفاصيل، آنذلك كان أمراً طبيعياً في ظل الانقسام الفلسطيني، وكانت سائدة في بعض الأوساط لغة التخوين، بأنّ عرفات باع القضية الفلسطينية وأعلن حق "إسرائيل" في الوجود، خرج "أبو عمّار" وأعلن دولة فلسطين المستقلة، ماذا كان يملك ياسر عرفات في تلك اللحظة؟ لم يمتلك شيئاً سوى الإرادة والتمسّك بالهدف، أما بميزان القوى واللعبة الدولية، فبالكاد كان لهذا الكلام صدى لدى البعض. خرج "أبو عمّار" في لحظة سياسية من دولة مثل الجزائر، لها رمزيتها في تاريخ النضال ضد الاستعمار، وحقّقت إنجازاً كبيراً في استقلالها، هل كان أحد يتوقّع أنْ يكون ياسر عرفات في الضفة الغربية؟ لو فعل ما أرادته "إسرائيل" لما قتلته، إسرائيل طاردته بالسنتيمتر في المقاطعة، ولم يجرأ حكّام كثيرون مُطاردة "إسرائيل" لهم بكلمة، كثيرون يخشون كلمة إسرائيل وهم في مواقع قرار كبرى، يدخلون في اتصالات واتفاقات علنية وغير علنية، وشهدنا منها سابقاً ولاحقاً. ولو قال "أبو عمّار" لـ"إسرائيل": نعم، لما قتلوه وسمّموه وطاردوه.

وتابع بالقول: "إنّ الشعب الفلسطيني على أرضه وبسلطته ومُؤسّسته ومُعارضته، كل الفصائل والمُؤسّسات الموجودة على الأرض الفلسطينية تتحدّث عن دولة فلسطينية مُستقلّة على الأرض الفلسطينية، الخلاف حول الوسائل الأساليب، التقديرات هذا موجود داخل "إسرائيل" كما هو موجود في أميركا وأي مكان آخر. مع كل الأثمان التي ستُدفع أكثر ربما من السابق والمُعاناة التي ستكون، لن يتمكّن أحد من إسقاط الحق الفلسطيني على الأرض الفلسطينية".

وأوضح أنّ "ترامب يُمارس صلاحياته الرئاسية حتى آخر يوم في ولايته، أميركا و"إسرائيل" قادرتان على إلحاق دمار استثنائي، وهي دول تدمير، وخراب وإرهاب، لكن في النتائج العملية، الشعب الفلسطيني الذي يُعذّب في السجون، وماهر الأخرس كان ماهراً في صمته وتوقّفه عن الطعام، كلمته هزّت مُجتمعات كثيرة، وفرضت على الإسرائيلي التراجع، وكل الأسرى في سجون الاحتلال يُعانون أشدّ أنواع التعذيب، فالشعب الفلسطيني صامد ولن يسقط ولن تُكسر إرادته".

وختم الوزير العريضي: "يكذبون كذبة مُحاربة الفساد في دول عديدة، والشعوب تُريد مُحاسبة الفاسدين، ونسبة مُرتفعة جداً داخل المُجتمع الإسرائيلي تتظاهر بشكل أسبوعي أمام منزل نتنياهو وتُطلِق اتهامات خطيرة بحقّه، وهو يخضع لمحاكمات ومُساءلات، لكن ولا كلمة من الأميركيين، لماذا؟".