Advertise here

"التّعليم المهني والتّقني".. نظرة وأهميّة

22 تشرين الثاني 2020 15:00:59

للأسف، وصلنا للقرن الحادي والعشرين وما زلنا ننظر إلى التّعليم المهني والتّقني نظرة دونيّة مختلفة عن نظرتنا للتّعليم الجامعي أو الأكاديمي. فأولياء أمور الطُلّاب في الدّول العربيّة، خصوصاً في لبنان، يعتقدون بكثير من الأحيان أنّ التّعليم المهني والتّقني لا قيمة له، وأنّ من يلتحق به طالب فاشل لم يتمكّن من الحصول على درجات عالية في التعليم الأكاديمي، فلم يجد أمامه سبيل سوى الالتحاق بالتعليم المهني والتّقني.

نظرة دونيّة 

الجدير بالذكر، أنّه بسبب هذه النّظرة الدُونيّة يلجأ الكثير من الطلّاب إلى الالتحاق بالتعليم الأكاديمي ومن ثمّ الجامعي. وعندها نرى جيلاً كبيراً من الطُلّاب في الجامعات، بعضهم تخرّج والبعض الآخر متكدّس في مقاعد الدّراسة لم يتمكّن من التّخرّج. 

ولم يقتصر الأمر على نظرة أولياء الأمور السلبيّة للتعليم المهني فقط، بل يمتدّ الأثر السلبي إلى مؤسّسات الدولة الّتي يجب أن تراعي كلا الجانبين، المهني والأكاديمي معاً. ولكن للأسف، الواقع غير ذلك فهي تهتمّ بالمؤسّسات التعليميّة الّتي تُعنى بالت،عليم الأكاديمي والجامعي، وتتغافل عن مؤسّسات الكنز المدفون، ألا وهو "التعليم المهني". فيا ترى ما السبب؟ ولمصلحة مَن القيام بتحجيم الدور العظيم الّذي يلعبه الصرح المهني في اقتصاد وتنمية المجتمعات؟ ولماذا تتعمُّد تجاهل دور التعليم المهني في إحياء المجتمع وقوامه؟ 

في هذا السياق، علينا إلقاء نظرة عبر نبذة بسيطة عن دور التعليم المهني، لعلّنا نعيد النّظر إلى الأمر مرّة أخرى.


فوائد التّعليم المهني والتّقني

يُمكن أن يُنظر للتدريب التّقني من ثلاث زوايا، تكمن بِـ:

• توفير أساس المعرفة التقنيّة والمهارات، وتوعية الشباب على أهميّة تطوير المعارف التقنيّة، والمهارات الأساسيّة عند القوى العاملة.

• توفير تعليم طويل الأمد لتحسين المعارف والمهارات المهنيّة والتقنيّة، وخلق مهارات جديدة لتتناسب مع النّمو الاقتصادي والاجتماعي للبنان.

• مواكبة التّطورات في أسواق العمل من أجل الحفاظ على كفاءتها وازدهارها.

تجدر الإشارة إلى أنّ المنظور الأوّل ينقل أهميّة التدريب للشباب الّذين يرغبون في تطوير معارفهم ومهاراتهم لدخول سوق العمل. فالمقصود هنا هم الشباب من خرّيجي المدارس والجامعات، أو من تاركي المدارس. واللّافت هنا أيضاً أنّ التّدريب مفيدٌ للجميع بغضّ النظر عن المستوى العلمي لأيّ شخص. والمنظور الثاني ينقل فوائد التدريب للقوى العاملة الّتي يجب أن تبقى دائماً مُطّلِعةٌ على الأحداث، وبالنسبة للمنظور الأخير فهو يساهم في وصل فوائد التدريب بالاقتصاد الوطني. ومن أجل أن تكون مهارات الطلّاب قادرة على دعم النّمو والخطط المتعلّقة به ينبغي أن نأخذ التّعليم المهني بعين الاعتبار، والعمل على التنسيق بين التعليم المهني ومتطلّبات سوق العمل.

تأسيساً على ما سبق، علينا تغيير هذه الصورة النمطيّة عن التعليم المهني، كونه حجر الأساس الّذي ساهم في بناء عدّة دول انتكست جرّاء الحروب، كما أن سوق العمل في الآونة الأخيرة أصبح بحاجة ملحّة إلى أخصائيّين فنيّين من مختلف الاختصاصات الفنيّة والتقنيّة لنهوض البلاد.

أخيراً، إنّ الشّباب هم مستقبل وأمل أيّ أمّة. فهم موهوبون ومبتكرون ويمثّلون القوّة والعزيمة، لذلك ينبغي إعادة توجيه كلّ الشباب بغية تمكينهم وتعزيز مهاراتهم وتمهيدهم للوصول إلى مستويات عالية في سلّم النّجاح في الحياة. فنحن بحاجة إلى العمل جنباً إلى جنب للوصول بهم ليصبحوا قادة ومساهمين إيجابيّين في مجتمعاتهم، فإنّ "الأمّة الّتي تفشل في الاستثمار في مستقبل شبابها هي أمّة محكوم عليها بالفشل".

*نائب أمين سر خلية الجيّة في منظمة الشباب التقدمي

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".