Advertise here

استقلالٌ بلا ذكرى وبلا حكومة.. والتهريب نزيفٌ "مخيف" لاحتياطي الخزينة

21 تشرين الثاني 2020 05:46:00 - آخر تحديث: 24 تشرين الثاني 2020 06:06:20

عشية الذكرى 77 لعيد الاستقلال يغرق البلد في أزماته كثيرة مستعصية متشعّبة تضع اللبنانيين في حال من الأسى والأسف على وطن لم يعرف معنى الدولة المستقلة إلا شذراً، وتكبر المعاناة والمخاوف أكثر فأكثر في ظل الضغط الاقتصادي والمعيشي وملامسة خطوط الخطر الأكبر وما يمكن أن يسببه من فوضى وانفجار اجتماعي بحال لم يتم معالجة مسألة توجيه الدعم الى ذوي الحاجة دون غيرهم.

وبانتظار الكلمة التي سيوجهها رئيس الجمهورية ميشال عون مساء اليوم بعد إلغاء احتفال عيد الاستقلال، لا شيء تبدّل حكومياً وما زالت المواقف على حالها ما يفتح الباب أمام الشائعات. وفيما أجواء بعبدا وبيت الوسط أوحت بتوقف الاتصالات بشأن التأليف حتى الثلاثاء المقبل، بسبب عطلة نهاية الأسبوع وعيد الاستقلال، ليس هناك ما يشير الى حلحلة العقد التي استجدت مؤخراً لا سيما تلك المتعلقة بتسمية الوزراء المسيحيين والمشادة بين عون والرئيس المكلف سعد الحريري. 

وفي الوقت الذي تؤكد فيه مصادر ميرنا الشالوحي لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن رغبتها بتشكيل الحكومة في أسرع وقت تحت شرط اعتماد معايير موحّدة في عملية التشكيل التي يمكن أن تنتهي في غضون ساعات معدودة، اتّهمت مصادر بيت الوسط في اتصال مع "الأنباء" النائب جبران باسيل والفريق النيابي المتعاون معه "بتحويل رئاسة الجمهورية الى فريق بدل ان تكون هي الحكم والقادرة على حلحلة كل النزاعات والعقبات التي تعيق التأليف".

مصادر عين التينة كشفت لجريدة "الأنباء" الالكترونية أن "ما يجري معيب ومخالف لكل الأعراف والقوانين"، ودعت الرئيسين عون والحريري إلى "بذل أقصى الجهود وتشكيل الحكومة بأقصى سرعة، فالبلد ينهار وليس من أحد يفكر بإنقاذه أو مد يد المساعدة باستثناء الجانب الفرنسي، الذي وبرغم كل الخيبات التي منيت بها المبادرة الفرنسية منذ لقاء قصر الصنوبر حتى اليوم، ما زال الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون مستعد لدعم لبنان شرط ان يدعم اللبنانيون انفسهم أقله بإثبات حسن النوايا وتشكيل الحكومة".

المصادر نقلت عن الرئيس نبيه بري استعداده للتدخل والمساعدة في حلحلة العقد اذا ما طُلب منه ذلك، لأن تشكيل الحكومة لم يعد يحتمل المماطلة والتأخير. 

من جهته، الوزير السابق أحمد فتفت كشف لجريدة "الأنباء" الالكترونية عن "نظرتين، واحدة مقتنع بها التيار الوطني الحر وحزب الله وتقضي بتشكيل حكومة سياسية والعودة إلى تناتش الحصص، والثانية هي نظرة الحريري بتشكيل حكومة مهمة انطلاقا من المبادرة الفرنسية".

فتفت رأى أن "الخلاف أعمق مما يتم تداوله في الاعلام ليدخل في الخيارات الاستراتيجية"، قائلا ان "هناك بعض الاحزاب والتيارات لا مشكلة لديها بخراب البلد، وهذه الامور بدأت تتضح مؤخرا"، مؤيدا فكرة ان "يقدم الحريري تشكيلة حكومته لرئيس الجمهورية سواء قبلها أم لم يقبلها فالمهم مصارحة الرأي العام بالحقيقة".

 على صعيد اخر، وفي سياق التحذيرات من تداعيات انتهاء امكانية الدعم قبل الانتقال إلى آلية واضحة تساعد المستحقين فقط كتلك التي اقترحها الحزب التقدمي الإشتراكي، أشار الخبير الاقتصادي أديب طعمة في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى ان رفع الدعم دون إجراءات بديلة "سيكون بمثابة انتحار جماعي وعندها سيرتفع سعر الدولار الى 20 او 30 ألف ليرة ما سيؤدي الى ثورة جياع لا أحد يتوقع نتائجها"، متوقعا "اللجوء الى عملية ترشيد للدعم وإعطاء المواطنين بطاقات تموين وقد تستمر الأمور على هذه الحالة حتى افلاس الدولة".

وعن خسائر الدولة بسبب تهريب السلع المدعومة، وصف طعمة الخسائر "بالكبيرة والمخيفة'، لافتا الى عدم القدرة على اعطاء أرقام دقيقة لها لأن "سياسة الدولة حاليا قائمة على حجب المعلومات عن كل الناس، سواء بالنسبة للخسائر او بالنسبة للموجودات والاحتياط وما شابه"، مستغربا "كيف لحكومة ان تتبع سياسة الدعم ولا تقوم بإقفال حدودها وهي تعرف ان كل السلع المدعومة يجري تهريبها الى خارج الحدود"، قائلا: "لقد رأينا عينة منها في تركيا والكويت فضلا عما يُهرَّب الى سوريا". 

وفي الشأن الصحي، وبعد أسبوع على بدء تطبيق قرار الإقفال العام لا يزال عداد كورونا مرتفعا ولم يسجّل بعد اي انخفاض في عدد الاصابات، الا ان مصادر طبية توقعت عبر جريدة "الأنباء" الالكترونية ان تبدأ الاصابات بالانخفاض بدءا من الأسبوع المقبل، موضحة ان الأعداد المرتفعة هذا الأسبوع سببها التراخي الذي سبق الاقفال. 

بدوره، أشار رئيس لجنة الصحة النيابية النائب عاصم عراجي في حديث لجريدة "الأنباء" الالكترونية الى ان "الوضع لا يزال تحت السيطرة"، متوقعا ان تبدأ الاصابات بالتراجع الأسبوع المقبل مجددا دعوته للبنانيين بضرورة الالتزام باجراءات الوقائية وتجنب الاختلاط.