رأى أمين سر كتلة اللقاء الديمقراطي النائب هادي أبو الحسن أن "الرئيس المكلّف سعد الحريري مكبّل بجملة شروط في عملية تشكيل الحكومة، مشيراً إلى أنه "عندما نصحه التقدمي بعدم الولوج بعملية التشكيل كان خشية من الوصول لأفق مسدود في عملية التأليف".
وقال في مداخلته عبر قناة "الجديد": "يقع لبنان اليوم على خط الإشتباك الإقليمي الدولي. وهذا لا يوحي بالإفراج عن الحكومة قريبا، خصوصاً أن من يعطّل ويعرقل عملية التأليف يلجأ إلى أدوات داخلية لديها خبرة في التعطيل، عبر استحضار معادلات تعيق عملية التشكيل بحجج واهية"!
وإذ تساءل عن مدى إلتفات هذه القوى إلى مصلحة الشعب اللبناني، أضاف: "هل من مصلحة للعهد باستمرار نهجه التعطيلي منذ أربع سنوات، من أجل مكاسب صغيرة؟" وأردف: "المطلوب من رئيس الجمهورية وفريقه تسهيل عملية التشكيل وتجاوز العقد الصغيرة".
وأعلن أبو الحسن ان "اللقاء الديمقراطي والحزب التقدمي الإشتراكي سيبادران إلى طرح إقتراح متقدم من أجل ترشيد الدعم، في محاولة لتأخير السقوط وكسب بعض الوقت للإستفادة مما تبقى من إحتياطي في مصرف لبنان، فيما البعض لا زال يتحدّث عن حقائب وحصص والثلث المعطّل ووحدة المعايير، وهذا كلام أصبح بلا قيمة بعد كل ما وصلنا اليه".
وأثنى أبو الحسن على "الدور الفرنسي الذي يعوّل عليه رغم إعتراض البعض على هذا الدور، رغم أن المعطلين أنفسهم كانوا قد أعلنوا موافقتهم على 90% من الشروط بعيد الإجتماع في قصر الصنوبر. لكن الـ10% المتبقية هي أهم نقاط الورقة الفرنسية، وهي المتعلقة بصندوق النقد الدولي".
واستدرك: "ليس هناك إنقاذ إلّا مع إستقدام الأموال من الخارج، ولن تأتي هذه الأموال من دون إصلاح وحكومة".
وفي ذات السياق، أضاف: "نسمع كلاما عن توفّر فرص أخرى غير صندوق النقد الدولي، ونحن بدورنا لا نحبّذ وصفات هذا الصندوق، بل حذّرنا مرارا مطالبين بالتوجّه نحو الإصلاحات. لكن الفريق الممانع لا يستسيغ المبادرة الفرنسية، لأن هناك فريق إقليمي معيّن يريد أن يفاوض، ويلعب ورقة الملف اللبناني مع الولايات المتحدة الأميركية، وليس مع الفرنسيين".
وعاد أبو الحسن وأكد على أن "زيارة رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط إلى رئيس مجلس النواب نبيه بري كانت في سياق التشاور المستمر بينهما. لافتاً للثقل السياسي والدور المحوري الذي يلعبه بري من خلال موقعه الدستوري الوازن. وقال: "لقد تناولنا معه مختلف المواضيع، فيما كان الحيّز الأكبر لعملية تشكيل الحكومة". علماً أن "المواقف تطابقت لجهة ضرورة توفير عناصر الدفع من أجل الإسراع في عملية التشكيل، لأن لبنان لم يعد يقوى على الإنتظار في ظل الأزمات المتعاقبة التي يرزح تحتها الشعب".