Advertise here

رحلتَ ولم تغب

12 تشرين الثاني 2020 14:28:19

رحلتَ يا علاء، ولكنك حاضرٌ فينا. رحلتَ يا علاء، وأبكيتَ لبنان، وأبكيتَ رفاقكَ، وأبكيتَ الحجر.

برحيلك يا علاء فقدنا روحكَ الثورية التقدمية ضد الظلم والقهر (ونضالك) من أجل لبنان أفضل. فقدنا رفيقاً عاشقاً للحرية.

قتلوكَ بدماءٍ باردة دون أن يرفّ لهم جفن أمام أعين أولادك وزوجتك، فصراخ ابنك عمر هزّ قلوبنا، وأبكانا جميعاً. ما رأته عيناه سيلاحقه طوال عمره، فأنتَ قُتلتَ أمام عينيه، ودماؤك تروي ثيابه. 

مشهد زوجتك لارا وهي تحاول وتحاول بنفس الوقت حجبَ نظر طفلها عن فظاعة المشهد، وتتمنّى أن يكون ذلك مجرد حلمٍ كسر قلوبنا وأحرقها. أطفالك غنى، وأديب، وعمر، يكبرون يوماً بعد يوم بلا سند. هذه حرقة قلب لآخر يوم في عمرهم، فهم سقطوا معك بتلك الرصاصة التي أودت بحياتك، ويعشيون اليوم مئة ميتةٍ في كل لحظة تمر بغيابك.

علاء كنتَ رفيقاً مناضلاً حملتَ دمكَ على كفّك من أجل الجميع. عرفناكَ ثائراً على الدوام، فقضيتَ شهيداً في ساحات النضال من أجل الحرية، والكرامة، والحق.

تحيةً لروحك الطاهرة التي روت لبنان، وأثمرت الثورة، ونعاهدك بأن نبقى سائرون على خطى المعلّم الشهيد كمال جنبلاط.

مرّ عام على استشهادك والجرح ما زال ينزف قهراً على بطل ملأ الساحات ليكون إلى جانب الناس في وجعهم.

علاء أبو فخر بطلٌ من الشويفات الأبيّة، مقلع الرجال، ومنبت الأبطال، ودماؤك لن تذهب هدراً.

 
هذه الصفحة مخصّصة لنشر الآراء والمقالات الواردة إلى جريدة "الأنبـاء".