منذ خمس وعشرون سنة، ومن خلال مواجهتنا، كجمعية بيئية، (طبيعة بلا حدود) لكـل التعديات على بيئة وطننـا، تكوّنت لديّ الأفكار القريبة من أرض الواقع، وبعيداً عن التنظير، بأنّه من الممكن للقطاع الأهلي البيئي مواجهة التعديات على الطبيعة، هذا إذا اجتمعت العناصر الرئيسية التالية، ومن خلال تراتبية مقصودة:
1 – رقم العقار الذي وقع عليه الاعتداء؟
2 – تابعية العقار، لأي قرية أو مدينة؟
3 – من هو رئيس بلدية هذه القرية، أو هذه المدينة؟
4 – هل شخصية رئيس البلدية شفافة وقوية قادرة على المواجهة؟؟
عندها تثبت الحقيقة، والمعادلة التالية:
(جمعيتنا + رئيس البلدية + البلدية + الناس) = القدرة على المواجهة ووقف التعدي على الطبيعة، وصيانة البيئة ضمن نطاق البلدية.
نحن لسنا ضد المؤتمرات البيئية، ولسنا ضد الاجتماعات في قاعات أهم وأروع الفنادق. لسنا ضد ورش العمل التي تقام لمعالجة أهم المواضيع البيئية، لكننا ضد كل ما هو تنظيري، ويبقى تأثيره على ضفاف البوابة الخارجية للفندق، أو القاعة، أو مكان الاجتماع، وتبقى التوصيات حبراً على ورق، وخاصةً إذا تشكّلت لجان، وبانت العراضات التلفزيونية، وهي كلها تسقط في الماء، لأن التعدي يستمر، وحوتا المال والسلطة يبقيان علــى خطتهما في تدمير الطبيعـة... نحن آلينا على أنفسنا، قولاً وفعلاً، وعلى الأرض ومن خلال 600 قضية بيئية أن نثبت بأن القطاع الأهلي البيئي قادر على تسكير مرملة، وتسكير كسارة، وإيقاف تعدٍ إذا تضافرت البنود المذكورة أعلاه... وهذا ليس من باب التبسيط، ولكنّه من باب الابتعاد عن اللغة الأكاديمية المملة التي يستعملها بعض الجهابذة والمنظّرين.
هذا من جهة، أما من جهةٍ أخرى، فالمفصل هنا أساسي ومصيري للجواب على السؤال التالي:
ما هو دور القطاع الأهلي البيئي؟
للإجابة يكفي الاتّعاظ بالنماذج الموجودة للقطاع الأهلي البيئي في الدول الأوروبية والدول الناهضة بيئياً. إنه يتلخص في النقاط التالية:
1 – دور نضالي بالدرجة الأولى من خلال المواجهة على الأرض عبر الناس والبلديات والجمعيات.
2 – تشكيل رافعة ضغط على القطاع الرسمي لتقويم اعوجاج إذا وجد!! وهو والحمد للّه موجود دائماً!!
3 – مواكبة كل التغيّرات البيئية على مستوى الكوكب، ومواكبة المؤتمرات العالمية البيئية، ومواضيعها الكونية عبر الندوات المتوجّهة نحو الأجيال الجديدة في مختلف أنحاء مدارس لبنان.
أمـا حملات التشجير، وحملات النظافة، وتنفيذ المشـاريع البيئيـة كلها، وهذا ليس من باب التعصّب أو التطرّف، فكلّها بدون، استثناء ليست من اختصاص القطاع الأهلي البيئي، فهي مشاريع تخديرية لإبعاد البيئيين عن خطّهم النضالي. التشجير مطلوب من الشركات المتخصّصة والبلديات. وحملات النظافة مطلوبة من البلديات، وتنفيذ المشاريع البيئية مطلوب من الشركات المتخصّصة، ودورنا هو مراقبتها، كما نراقب القطاع الرسمي، وتشكيل رافعة ضغط لتقويم الاعوجاج إذا وُجد.
كلمات من القلب لعلّها تصل إلى أفقها ومساحاتها، وتلقى صدى لدى الناس! لعل وعسى.
*رئيس جمعية طبيعة بلا حدود