Advertise here

لا خوف من سد بسري... ورسالة تطمين للأهالي

04 آذار 2019 13:02:15

عاد موضوع سد بسري إلى الواجهة من جديد في ظل الحملات التي تقام رفضاً لبنائه، تخوّفاً من بعض تأثيراته كما يقول منظمو هذه الحملات.

ومن الطبيعي جداً أن يكون لأهالي أي منطقة مخاوفهم من مشروع جديد سيقام في جوارهم، الأمر الذي يجب تذليله بالدلائل والقرائن العلمية لطمأنة المواطنين بأن المشروع لا يشكل أي خطر عليهم وعلى منطقتهم وسلامة أبنائهم.

وتكفّل مجلس الإنماء والإعمار مؤخراً بالإجابة عن المخاوف مقدّماً كل التطمينات اللازمة والمقترنة بالدراسات الهندسية والعلمية التي جاءت نتائجها خلافاً لما يشاع، وتحديداً في ما يتعلق بقدرة السدّ على مقاومة الزلازل وإمكانية تسبّب السدّ نفسه في حصول زلزال.

وفي هذا السياق، أكد مجلس الإنماء والإعمار في بيان أصدره أن ضغط المياه في بحيرة سدّ بسري لا يتسبب بتحريك أي فالق زلزالي، مشيراً إلى أن الدراسات التي أجريت أثبتت أصلاً أن لا فالق متحركاً يقع تحت السدّ مباشرة.

وفي ما يتعلّق بقدرة السدّ على مقاومة الزلازل، أوضح المجلس أن تصميم سدّ بسري تم بطريقة تتماشى مع الممارسات الدولية، ووفق معايير وضعت على أساس المسح النيوتكتوني الذي أجريَ لتحديد الفوالق في محيط المشروع، وتقييم مخاطر الزلازل عليه. وفي ضوء نتائج دراسة أستاذ علوم الجيولوجيا والزلازل في الجامعة الأميركية في بيروت عطا الياس، قام عضو لجنة الخبراء لسد بسري والخبير مصطفى إرديك بدراسة تقييم مخاطر الزلازل، بهدف تحديد العوامل والمعايير التي يتوجّب اعتمادها في تصميم السد لمقاومة الزلازل. ومن هذا المنطلق، تم اعتماد سد ركامي (من الردميّات) بانحدارات خفيفة، مقاوم للهبوط والانهيار والتغيّر في الشكل ولأي ضرر قد ينتج من الزلازل من أعلى الدرجات التي يمكن توقّعها. وسيتم إنجاز بناء السدّ باستعمال مواد مناسبة ومرصوصة جيداً تبعاً للمواصفات. وبالتالي فإن عامل الأمان في السد كبير جداً، وهو قادر على مقاومة الزلازل بقوة تصل إلى ثماني درجات بمقياس ريختر، وهي قوة عالية جداً.

ويضيف البيان أن "الدراسات الحديثة، ومنها المسح النيوتكتوني الذي أجراه الدكتور عطا الياس لصالح هذا المشروع والسويسري دايرون لصالح المعهد الوطني للبحوث سابقاً، أظهرت عدم وجود فالق متحرّك مباشرة في موقع السد أو البحيرة، إذ أن فالق روم يمر بالقرب من موقع السدّ، على بعد نحو كيلومترين اثنين منه، وليس تحته مباشرة أو على طول البحيرة، وأن لا دليل من الجهتين الجيولوجية والجيومورفولوجية على وجود فالق رئيس ناشط في موقع السد. كما تجدر الإشارة إلى أن إنشاء السدود في مناطق ذات خصائص زلزالية ليس بأمر غير شائع، ما دامت دراسة مخاطر هذه الزلازل قد تمت بشكل وافٍ كما في حالة مشروع سدّ بسري"، وهناك بعض الأمثلة عن سدود كبيرة حول العالم ومنها ما هو في المنطقة، كسدود ألموس وغولوفا واتاتورك وتهتاكوبرو في تركيا، وغيرها."

وفي ما يتعلّق بإمكانية تسبّب السدّ نفسه في حصول زلزال، أشار المجلس إلى أن "اللجنة الدولية للسدود الكبيرة (ICOLD) لا ترى إمكان أن تولد السدود هزّات أرضيّة (Earthquakes Triggered by Dams)، إلاّ في الحالات التي يزيد فيها ارتفاع منسوب المياه عن مئة متر وبالحد الأدنى يزيد المخزون عن المليار متر مكعب، وهو ما لا ينطبق على مشروع سدّ بسري، إذ إن الارتفاع الأقصى لمنسوب المياه في البحيرة هو فقط 61 متراً، وبالتالي فإن الضغط الذي يتأتى منه يبقى متواضعاً جداً، علماً أن مخزون سدّ بسري لا يتخطى نسبة 1/8 من هذه الكمية. كما أن الضغط الذي ستولّده مياه بحيرة بسري على أرضيّة الموقع يساوي 6 بار وهو علمياً يوازي ضغطاً تولّده أساسات أي مبنى كبير نسبياً على الأرض، أو حتى الضغط نفسه الذي يمكن أن تولّده تلّة من الرمل بارتفاع 33 متراً فقط"، موضحا أن "مصدر أي زلزال على فالق روم يكون على عمق 15 إلى 20 كيلومتراً على الأقل، وبالتالي فإن بحيرة مياه بعمق 60 إلى 70 متراً لا يمكن أن تتسبب بما يكفي من الضغط للتسرّب إلى مثل هذا العمق وتحريك الفالق، هذا إذا سلّمنا جدلاً بأن ثمّة فالقاً تحت السد".

هذه المعلومات التي وضعها مجلس الإنماء والإعمار أمام الرأي العام لا بد أن تشكل جواباً شافياً على مخاوف حملة الرفض لسد بسري، الأمر الذي يجب أن يستكمل للإجابة عن كل المخاوف المتبقية واستيعاب حالة الرفض وتحويلها إلى قناعة بالفائدة التي سيعود بها هذا المشروع على المنطقة وأهلها، لا بل دعمه ليبصر النور قريباً في ظل احتضان أهلي واجتماعي لا رفض مبني على هواجس ليست موجودة.