Advertise here

دريان وقبلان وحسن إستنكروا العمليات الإرهابية في أوروبا: ندين أي محاولة لربط هذه الجرائم بالإسلام

05 تشرين الثاني 2020 17:49:47

صدر عن مفتي الجمهورية اللبنانية الشيخ عبد اللطيف دريان ورئيس المجلس الاسلامي الشيعي الأعلى عبد الأمير قبلان وشيخ عقل طائفة الموحدين الدروز الشيخ نعيم حسن البيان التالي :

"توالت العمليات الارهابية التي استهدفت مواطنين آمنين وأبرياء في باريس ونيس في فرنسا وفيننا في النمسا، مما يرسم علامات استفهام كبيرة حول هوية المحرّض والمخطط، وحول الأسباب الحقيقية وراء هذه العمليات المدانة التي يرفضها ويستهجنها كل انسان عاقل أيا كانت عقيدته أو جنسه أو لونه.

إن إدعاءات المجرمين بأنهم يرتكبون هذه الجرائم الوحشية بإسم الدين، تتناقض مع الدين جملة وتفصيلاً، الأمر الذي يجعل من منفذي هذه الجرائم ومن المحرّضين عليها، أعداء للدين الذي يدّعون الدفاع عنه. فهم في سلوكهم الإجرامي، وفي اعتداءاتهم على الأبرياء، وعلى دور العبادة، وفي ترويعهم الآمنين الابرياء، يرتكبون افظع أنواع الجرائم وأبشعها وأشدها إدانة واستنكاراً، وهي جريمة إثارة الفتنة، والفساد في الأرض.

إننا إذ ندين بشدة هذه الأعمال الإجرامية، وإذ نطالب بمحاكمة المجرمين المحرّضين والقتلة وإنزال أشد العقاب بهم، نحذّر من الوقوع في فخ الجريمة الكبرى التي يرتكبونها، وهي جريمة ربط القتل المتعمد بالدين. فالقانون الفرنسي الذي صدر في عام 1905 حول العلمنة قرّر فصل الدين عن الدولة ولم يقرّر إلغاء الأديان أو الإيمان بها.

إن الاسلام ، دين السلام، والسلام اسم من أسماء الله الحسنى، والانسان مكرّم في الاسلام لذاته الانسانية، والاعتداء عليه  هو بمثابة اعتداء على الانسانية جمعاء.

والاسلام، الذي يعتبر الناس جميعاً اسرة واحدة بتعدّدها واختلافاتها، يؤكد على حقيقة جوهرية وهي ان الاختلاف بين الناس قائم ومستمر أبد الدهر بإرادة إلهية حكيمة، وان الدعوة الى التعارف التي يقول بها الاسلام هي دعوة لاحترام الاختلاف ولاحترام كرامة الانسان المختلف عنه – أو معهم.

إن اصحاب السماحة، إذ يدينون بشدة الجرائم التي أودت بحياة أبرياء، أخوان لنا في الإنسانية، يدينون بقوة أي محاولة لربط هذه الجرائم الدموية المقذعة بالاسلام، وهم يطالبون بالكشف عن هوية المحرّضين والمموّلين والفاعلين المجرمين الذين يعيثون في الأرض فساداً وهم يعتقدون انهم يحسنون صنعاً. فالدين منهم براء.

إن اصحاب السماحة يتقدمون من عائلات الضحايا الأبرياء، ومن دولهم الصديقة بأسمى مشاعر التعاطف وأصدق المواساة، آملين أن يكون في عقاب المجرمين حياة جديدة للأخوّة الانسانية الجامعة".