السويداء تنتفض.. وقوات النظام و"شبّيحته" يهددون
02 تشرين الثاني 2020
18:27
Article Content
تكسر السويداء، تلك المدينة التي تقع في الجنوب السوري "المحرمات" في المناطق الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، وتعود من جديد إلى واجهة المشهد السوري، بدعوات وجهها ناشطون فيها للتظاهر السلمي، احتجاجا على سوء الواقع المعيشي، الذي كانت آخر تبعاته رفع سعر الخبز إلى الضعف، من 50 إلى 100 ليرة سورية.
حملت دعوات التظاهر اسم "بدنا نعيش"، ولاقت انتشارا واسعا على مواقع التواصل الاجتماعي، في الأيام الثلاثة الماضية، لكنها اصطدمت بتحركات استباقية من جانب الأفرع الأمنية لنظام الأسد، والتي طوقت المنطقة المحددة للتظاهر (ساحة المحافظة)، منذ الأحد، ونشرت العشرات من عناصر الأمن، في سياسية كانت قد اتبعت، على مدار الأشهر الماضية.
لماذا الآن؟
تحدث "موقع الحرة" مع الناشط الإعلامي فهد الشهابي (اسم مستعار) وقال "إن المحرك الأساسي لدعوات التظاهر الحالية هو مجموعة من الناشطين، كانوا قد انضووا في وقت سابق تحت مجموعة "بدنا نعيش"، والتي تنشط عبر مواقع التواصل الاجتماعي بذات الاسم المسماة فيه".
يضيف الناشط الإعلامي أن "الدعوات جاءت احتجاجا على سوء الواقع المعيشي، الذي تشهده جميع المحافظات السورية الخاضعة لسيطرة نظام الأسد، بينها السويداء، وكان من المفترض أن تخرج، منذ يوم الأحد، تحت شعارات بعيدة كل البعد عن السياسة، كي لا يستثمرها النظام كما في السابق".
عدم خروج التظاهرات، الأحد، أرجعها الناشط الإعلامي إلى "التعزيزات العسكرية التي استقدمتها قوات الأسد إلى ساحة المحافظة، وساحة السير المعروفة بـ "ساحة الكرامة"، في خطوة استباقية لقمع أي حركة احتجاجية ضد نظام الأسد".
ويوضح الناشط: "التعزيزات كانت بمجملها من أسلحة متوسطة وخفيفة، وتركزت من الأفرع الأمنية التالية: أمن الدولة، الأمن الجنائي، الأمن العسكري، إلى جانب الدفاع الوطني"، لافتا إلى وصول "سيارة زيل" تحمل أكثر من 25 عنصرا إلى ساحة المحافظة، في ذات الوقت الذي كان من المفترض أن تخرج به التظاهرات.
ويشير الناشط إلى أن "قيادة الشرطة" في السويداء استنفرت، الأحد، بضباطها وعناصرها، بينما انتشرت ميلشيا "الدفاع الوطني" في ساحة السير، وأقدمت "شرطة المرور" على قطع معظم الطرق الواصلة إلى ساحة المحافظة.
وعلى الرغم من التعزيزات الأمنية التي استقدمتها قوات الأسد لعرقلة خروج أي مظاهرة، يوضح الناشط أن الدعوات مستمرة من قبل مجموعة "بدنا نعيش" للخروج بالمظاهرات يوم غد، وحسب ما رصد "موقع الحرة" عبر "فيس بوك" نشرت المجموعة، منذ ساعات دعوات جديدة للتظاهر.
وكتبت المجموعة في منشور: "ثورتنا مش ثورة جوع ثورتنا ضد الركوع (...) بعدنا بأول الطريق والأيام والشارع بيناتنا.. انتصرنا اليوم ورح ننتصر كل يوم بتبعية أهل سويدا الكرامة".
تهديدات النظام
وعلى الطرف المقابل وضمن التهديدات من جانب نظام الأسد، كانت صفحة تتبع لـ "الدفاع الوطني" قد نشرت منشورا عبر "فيس بوك"، في 31 من تشرين الأول الماضي (بالتزامن مع دعوات التظاهر)، هددت فيه بشكل مبطن كل من يخرج بالمظاهرات بالقول: "لغة الشارع ليست لغتنا فتبهوا".