Advertise here

التعليم الحضوري يفشل.. الأساتذة: لا علم ولا من يحزنون

02 تشرين الثاني 2020 15:52:42

أسوة بالأسابيع الثلاثة الفائتة، التي شهدت عودة متدرجة لطلاب الثانوي وصفوف السابع والثامن والتاسع أساسي في بعض المدارس دون أخرى، لم يعد طلاب المراحل المتبقية إلى صفوفهم اليوم الإثنين في 2 تشرين الثاني، وفق قرارات وزارة التربية. 

عودة مؤجلة

كان من المفترض أن يعود جميع الطلاب في كل المراحل إلى صفوفهم اليوم، لكن مدراء المدارس الكبيرة فضلوا الاستمرار بعودة الطلاب تدريجياً لمنع الاكتظاظ. فما تقرره الوزارة على الورق شيء، وما يراه المدراء على أرض الواقع في مدارسهم شيء آخر. وعلى سبيل المثال، ما زال حتى طلاب صفوف السابع والثامن أساسي متغيبين عن صفوفهم، بطلب من المدير، كما هي الحال في إحدى الثانويات الرسمية الكبيرة في صيدا. ما يعني أنه بعد شهر على بدء العام الدراسي، ما زالت عودة جميع الطلاب إلى مدارسهم غير مكتملة، في انتظار الأيام المقبلة التي يفترض أن تتوج بحضور جميع الطلاب. لكن الخوف من الاكتظاظ وتفشي كورونا، يجعل المدراء يتريثون في عودة طلابهم. 

هل تقفل المدارس؟
رسمياً اكتمل بدء العام الدراسي بكل المراحل اليوم. لكن واقعياً ما زالت الأمور تسير ببطء، ولن تكتمل في المدارس الرسمية، قبل أسبوع أو إثنين، حسب تقييم المدراء لواقع مدارسهم. أي ربما لن تبدأ الدروس الحضورية للطلاب أبداً. وتشير مصادر "المدن" إلى أن المدارس قد تقفل قريباً أمام جميع الطلاب، وذلك حتى قبل اكتمال عودتهم المتدرجة. فقد بدأت بعض المدارس الرسمية في بيروت المجهزة بتقنيات التعلم عن بعد، بالاستعداد للانتقال إلى مرحلة التعليم عن بعد حصراً. وطلب بعض مدراء المدارس من الأساتذة تنظيم حصص عن بعد لاختبار الجاهزية والإبلاغ عن المشاكل التقنية التي قد تواجههم لإصلاحها، ومعالجة الثغرات التي قد تطرأ احترازياً. وطلبوا منهم الاستعداد لهذا الأمر، فربما يضطرون للتوجه إلى التعليم عن بعد حصراً. 

في صيدا، بدأت بعض المدارس بإبلاغ أهالي طلاب صفوف السابع والثامن للحضور إلى المدارس، والحصول على كلمات السر والمرور لأولادهم، لاستخدامها في برنامج التعليم عن بعد. فالتلامذة لم يحضروا بعد إلى مدارسهم رغم مرور أسبوعين على قرار عودتهم، والمدرسة فضّلت بدء الاستعداد للمرحلة المقبلة لاختبار جاهزيتها للتعليم عن بعد.  

لم يدرّسوا ولا حصة
إلى ذلك يستمر مشهد إقفال المدارس في المناطق المصنفة حمراء، التي ارتفع عددها إلى 115 بلدة، كما مشهد تغيب عدد كبير من الطلاب والأساتذة عن مدارسهم في المناطق الخضراء، بسبب سكنهم في المناطق الحمراء. 

وأكد أساتذة ينشطون نقابياً لـ"المدن" أن عدداً كبيراً من زملائهم لم يدرّسوا حتى حصة واحدة بعد، رغم مرور شهر على فتح المدارس، بسبب قرارات الإقفال الجزئي وسكنهم في المناطق المصنفة حمراء. وأضافوا: "كان زملائهم يستعدون للحضور اليوم إلى مدارسهم، لكن قرار إقفال المناطق وطلب وزارة التربية بقائهم في بيوتهم، سيؤجل حضورهم إلى أجل غير مسمى". 

ووفق الأساتذة، واقع الطلاب ليس أفضل حالاً، فهناك فئات من طلاب (توزيع الطلاب على فئات الحضوري والتعليم عن بعد) تعلمت وأخرى لا. كما يوجد فرق بينهم وبين زملائهم في عدد من الحصص، بسبب تغيب جزء كبير من طلاب الفئة الحضورية، التي تجعل الأستاذ يحجم عن تنظيم الدروس. ليس هذا وحسب، بل أن عدداً كبيراً من الطلاب لم يتعرفوا على أساتذتهم بعد.

التعليم عن واتساب
حالة الخوف التي سيطرت على الأساتذة، والانتقادات الكثيرة والتعليقات حول التعليم الحضوري في ظل تفشي كورونا، وبروز إصابات عدة في مدارس، أحدثت حالاً من الارباك. وظهرت في حال التخبط التي يعيشها بعض المدراء الذين لم يعرفوا كيف يتعاملون مع الإصابات في مدارسهم. في المقابل، ستبقى مشكلة التعليم عن بعد في المدارس الرسمية قائمة، في حال اتخذ قرار الإقفال. ففي حال تقرر المضي بمخطط حضور الأساتذة إلى المدرسة للتعليم عن بعد منها، وحتى لو توفرت لهم الكمبيوترات، سيقعون في مشكلة شبكة الانترنت. فالعديد من المدارس لا يوجد فيها شبكة انترنت، ومعظم المدارس التي يوجد فيها شبكة، هي ضعيفة وتكاد لا تكفي حتى للموظفين الإداريين. أما في حال كان على الأستاذ تنظيم الدروس من بيته فسيقع بمشكلة تأمين كمبيوتر خاص وشبكة انترنت مفتوحة وتوفر الكهرباء. أي بالمختصر، وكما يقول أحد الأساتذة: "سينتهي بنا الأمر بتعليم الطلاب ليس عن بعد بل عبر الواتساب، كما حصل العام الفائت، أي لا علم ولا من يحزنون".

المصدر: المدن