صدر عن "اللقاء التقدمي للأساتذة الجامعيين البيان التالي:
يمرّ لبنان في ظروف اقتصادية واجتماعية صعبة، وتزداد الحاجة يوماً بعد يوم إلى إيلاء الجامعة اللبنانية أهمية قصوى ودعمها لما تمثله من صرح أكاديمي وطني عريق. وبدلاً من دعم الجامعة ودعم صناديقها وأساتذتها وكادرها الوظيفي، كي تتمكّن من القيام بدورها الريادي في هذه المرحلة الدقيقة جداً من تاريخ لبنان، ينتهج أهل السلطة السياسية سبيلاً لوضع اليد على الجامعة وعرقلة عملها الاداري، وحرمان أساتذتها من حقوقهم المشروعة، ناهيك عن تحويل الجامعة إلى جائزة ترضية لبعض الوزراء.
انطلاقاً مما سبق، وإلتزاماً بالجامعة اللبنانية وصوناً لأساتذتها، يستنكر "اللقاء التقدمي للأساتذة الجامعيين" ما تتعرّض له الجامعة من استهداف على الصعد كافة؛ وخاصة توسّل أهل السلطة لنهج انتقائي في اصدار مراسيم ثلاثة، والتي تم بموجبها ادخال ثلاثة محظيين إلى ملاك التعليم الجامعي، من بينهم وزيرين، في وقت ينتظر أكثر من 1100 أستاذ متفرّغ، ممن استوفوا الشروط الأكاديمية والادارية، دورهم للدخول إلى الملاك.
لقد تمّ تفضيل المحظيين الثلاثة على غيرهم من زملائهم، وتفضيلهم كذلك على أكثر من 70 أستاذاً متفرِّغاً أحيلوا إلى التقاعد دون ادخالهم الى الملاك وحرمانهم من الحصول على معاشات تقاعدية وعدم تمكّنهم من الاستفادة من تقديمات صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية.
وعليه، فإنَّ هذه الاستنسابية في اصدار هكذا مراسيم دون مراعاة أية معايير علمية أو أكاديمية أو قانونية، تشكّل مخالفة واضحة للقوانين المرعية الاجراء ولمبدأ المساواة أمام القانون، ومحاباة من السلطة السياسية للمحظيين الثلاثة وتجاوزاً لحد السلطة مما يوجب الرجوع عنها.
وبهدف المحافظة على الجامعة وديمومتها وتطوّرها وازدهارها المرتبط بشكل مباشر بالكفاءات الأكاديمي لأساتذتها، ينبغي المحافظة على هذه الكفاءات بعدم دفعها إلى الهجرة، كما يقتضي على السلطة تحصين وضع الأستاذ الجامعي والاسراع في ادخال المتفرّغين إلى الملاك، والبت بملفات الأساتذة المتعاقدين بالساعة المستوفين لشروط التفرّغ، وكذلك دعم صندوق تعاضد أفراد الهيئة التعليمية في الجامعة.
من هنا، يدعو "اللقاء التقدمي للأساتذة الجامعيين" جميع الزملاء الأساتذة في الجامعة اللبنانية إلى الالتزام الجدي بالاضراب الذي دعت إليه "رابطة الأساتذة المتفرّغين في الجامعة اللبنانية" يومي الثلاثاء والأربعاء في 3 و 4 تشرين الثاني 2020؛ كما يتمنى عليهم المشاركة الكثيفة في الاعتصام الذي دعت إليه الرابطة أمام الإدارة المركزية نهار الأربعاء 4 تشرين الثاني 2020 الساعة 11 قبل الظهر.
إنَّ "اللقاء التقدمي للأساتذة الجامعيين" يساند المطالب المحقّة للأساتذة ويؤيد قرار الرابطة بالاضراب، وهو لن يألو جهداً في المحافظة على الجامعة اللبنانية.