Advertise here

شروط مُختلقة تؤخّر التأليف.. والهدف التعمية على الأسباب الحقيقية للعرقلة

31 تشرين الأول 2020 05:53:00 - آخر تحديث: 02 تشرين الثاني 2020 06:18:24

فيما الكورونا ومعها فقدان الدولار يقضمان رويداً رويداً ما تبقى من نظام صحي في البلد، فإن شروطاً تتظهّر في الساعات الماضية بدأت تقضم من الأجواء التفاؤلية التي جرى تعميمها منذ انطلاق مسار التأليف الراهن للحكومة المقبلة، وهو ما تكرر في تجارب سابقة، ما يفرض البقاء في حذر من الغرق في التفاؤل طالما ان النقاش في التفاصيل الحكومية لم يصل الى تفاهم ناجز بعد.

وبعد أن كان تم تقريباً الاتفاق على أن تتألف الحكومة من 18 وزيراً، عادت مطالب بعض القوى السياسية برفع العدد  إلى 20 وزيراً أو 24، ما يعيد النقاش الى مربع أول كان يفترض أن الرئيسين ميشال عون والحريري قد تخطياه.

مصادر متابعة كشفت لجريدة "الأنباء" عن شروط عدّة وُضعت في الساعات الماضية ما أدى الى تأخير تشكيل الحكومة وبالتالي عدم زيارة الحريري قصر بعبدا عصر أمس لاطلاع عون على مسودة التشكيلة الحكومية التي كان متفقا عليها، وتحدثت المصادر عن خشيتها من "وجود رغبة لدى فريق سياسي بتأخير الولادة الى ما بعد الانتخابات الأميركية ومعرفة من سيكون الرئيس الأميركي الجديد، وربطت هذه الخشية بمواقف "غب الطلب" صدرت من بعض الجهات تطالب بتمثيلها في الحكومة وذلك للتعمية على الهدف الحقيقي لتأخير التأليف، وهذا ما ساهم أيضاً بفرملة اندفاعة الحريري".

المصادر رأت أنه "إذا لم تتشكل الحكومة من اليوم حتى مطلع الأسبوع، فهذا يعني ان البلد سيذهب الى ازمة حكومية الى ما بعد نهاية السنة".

 

من جهتها كشفت مصادر بيت الوسط عن زيارة مرتقبة للحريري إلى بعبدا بعد ظهر اليوم أو غداً لتسليم عون مسودة تشكيلته التي أعدّها بالتنسيق معه، "وفي حال رفضها عندها سيبنى على الشيء مقتضاه". المصادر فضّلت عدم التحدث عن عراقيل تعيد خلط الأوراق، وقالت: "لا كلام قبل لقاء الرئيسين عون والحريري".

 

في المقابل، قلّلت مصادر عين التينة من أهمية ما يتم تداوله حول وجود عراقيل تؤخر تشكيل الحكومة، مشيرة عبر "الأنباء" إلى ان "الجهود مستمرة لتذليل العقد التي طرأت"، وأن "الرئيس نبيه بري أجرى اتصالات مكثفة في هذا السياق والحكومة المرتقبة ستكون من اختصاصيين ولا علاقة للأحزاب بها، وكل ما يتم تداوله عبر الإعلام يبقى مجرّد اشاعات".

 

عضو اللقاء الديمقراطي النائب بلال عبدالله لفت في حديث مع "الأنباء" إلى ان "الفريق المعرقل يحاول ان يستغل اندفاعة الحريري بوضع شروط تارة بالثلث المعطل او بابتزاز الآخرين، والملاحَظ انهم في كل مرة يختلقون ما يسمى العقدة الدرزية"، سائلاً: "اليس هناك عقدة سنية ومسيحية؟ وهل حُلًَت هذه العقد؟ ولماذا يتحدثون دائما عن عقدة درزية؟"، مستطردا: "الهدف معروف بالطبع، وهو الضغط على وليد جنبلاط وتصويره امام الرأي العام انه يعرقل تشكيل الحكومة، بينما هم الذين يعرقلون وهم من لديهم مصلحة بعرقلة تشكيل الحكومة".

 

القيادي في تيار المستقبل مصطفى علوش ربط في حديث مع "الأنباء" بين عرقلة مفاوضات ترسيم الحدود البحرية في الناقورة وعرقلة تشكيل الحكومة بناء لطلب الجانب الايراني، قائلا: "عندما تعرقلت المفاوضات أتى الايعاز من الجانب الإيراني لعرقلة الحكومة، وبانتظار ما ستؤول اليه الضغوط الأميركية قد تبقى الأمور معلقة".

 

بدوره، عضو تكتل الجمهورية القوية النائب انيس نصار عزى تأخير التأليف الى "الخلاف على الحصص وتجاهل مطالب الناس"، كاشفا ان القوات اللبنانية "كانت على بيّنة من الخلافات ولو أن مشاورات التأليف محاطة بتكتم شديد"، سائلا: "كيف يمكن السير بالمداورة وهناك وزارة تتمسك بها طائفة معينة؟ وبأي حق يحصل ذلك؟ وهل يوجد نص دستوري بإعطاء حقيبة المال للطائفة الشيعية وأخرى لطائفة غيرها؟"، مذكراً "بموقف القوات الداعي لحكومة اختصاصيين وإبعاد الأحزاب عنها وإعطائها فرصة للاصلاح، لكن تبيّن لنا ان فريق السلطة ليس راغبًا بالإصلاح بتاتاً". واعتبر نصار ان "لبنان أصبح في قلب الهاوية وبحاجة الى معجزة للخروج منها".