Advertise here

420 مليون دولار كلفة إدارة النفايات في لبنان: 1000 مكبٍ و19 معملاً بلا جودة!

29 تشرين الأول 2020 10:35:12

كتبت روزيت فاضل في جريدة "النهار":

 

لم تنتهِ أزمة إدارة النفايات المنزلية الصلبة لأنها تخضع لخطط طوارئ آنية ولحلول موسمية وغير متكاملة بين الوزارات المعنية والبلديات والمواطن، ما يزيد من وطأة هذه الأزمة وتداعياتها على اللبنانيين.

 

سلّط موقع "النهار العربي" الضوء على بحث عن هذا الموضوع أعده المهندس في الصناعات الكيميائية والأستاذ في الجامعة اللبنانية الدكتور زاهي خليل.

 

في لغة الأرقام، ذكر الدكتور خليل أن "لبنان ينفق نحو 420 مليون دولار سنوياً على إدارة النفايات الصلبة، أي بمعدل نحو 150 دولاراً للطن الواحد، فيما ينفق الأردن على سبيل المقارنة نحو 50 مليون دولار، بمعدل 20 دولاراً للطن الواحد، مع فارق كبير في النتائج".

 

سماد سيئ

 

رأى خليل أن "الأمور تتفاقم سوءاً، حيث تتوزع معظم النفايات الصادرة بمعدل نحو 6000 طن يومياً بين استرداد نسبة قليلة من المواد للتدوير وإنتاج نوعية سيئة جداً من السماد العضوي يخشى المزارعون استعماله، وبين النسبة الأكبر، التي تتكون من المخلفات والعوادم، فتذهب إلى المطامر والمكبات العشوائية".

 

ما النتيجة إذاً؟ الجواب بالنسبة إلى الدكتور خليل أن "المطامر الصحية استهلكت سريعاً، كما الحال في مطمر الناعمة، أو حتى شارفت على بلوغ قدراتها الاستيعابية القصوى مثل الحال في مطامر برج حمود، كوستابرافا، وطرابلس وسواها".

 

1000 مكب

وأكمل خليل سرد نتائج أخرى تصب أيضاً في انتشار "المكبات العشوائية في أكثر من 1000 مكب داخل المدن والبلدات التي تعاني منها، منذرةً بأشد الأزمات البيئية والصحية والاجتماعية والسياسية".

 

وانتقل إلى تقويم 19 معملاً لمعالجة النفايات، تستخدم التقنيات المعروفة عالمياً، منها الفرز والتسبيخ لإنتاج السماد العضوي في أكثريتها والتخمير في معمل صيدا لإنتاج الطاقة الكهربائية، مشيراً الى أنها "لا تتمتع بالكفاءة والإحاطة بكل أسباب المعالجة."

 

وبرأيه، "تعاني هذه المعامل من المشكلات نفسها وأبرزها النقص في القدرات، عدم الكفاءة في الفرز، رداءة السماد الناتج، عدم معالجة العوادم أو المياه العادمة وسواها".

 

النبطية وصيدا

 

عما إذا كانت هناك ثمة منشأة نموذجية قال: "لا يمكن الإشارة إلى أي منشأة نموذجية إطلاقاً. لنأخذ معمل النبطية مثالاً، والذي يستخدم تقنيات الفرز والتسبيخ، فهو يعاني من ضعف القدرات مع ما لا يقل عن 250 طناً يومياً مقابل قدراته الرسمية، التي لا تتجاوز 140 طناً في اليوم، فيما عملياً لا يجب اعتبار أكثر من ثلثي القدرة الرسمية لدواعي الأعطال والصيانة. ويعاني أيضاً من عدم الكفاءة في الفرز إذ إن نسبة المواد لإعادة التدوير ضئيلة ونوعية السماد الناتج سيئة للغاية ولا يمكن تسويقها .فتضاف إلى المخلفات والعوادم لتشكل عبئاً كبيراً في إيجاد المطمر المناسب"

 

وفي تقويمه لمعمل صيدا، "الذي يستخدم تقنية التخمير لإنتاج الطاقة"، أشار الى أنه "يعاني من ضعف المردود الطاقوي مع مشكلتيّ العوادم والحمأة الناتجة من عملية التخمير حيث يتم طمرهما في جوار المعمل أو في أماكن أخرى لتنتشر الروائح الكريهة في الجوار".

 

إنعدام الكفاءة والجودة

 

وقال خليل، إننا نعاني من هذه المشكلات والتحديات في كل المعامل الأخرى مع وجود مشكلات خاصة لكل منها. وحدد الجامع المشترك في هذه المعامل، مشيراً الى أن "عدم التوافق بين الحاجة والقدرات وإنعدام الكفاءة والتكامل يعود أساساً الى غياب سياسة حكومية توجيهية ورقابية واضحة مع ترك الأمور للمستثمرين كما للوسطاء المحليين للجهات المانحة بتحديد ما يرونه الأنسب تقنياً لمصالحهم، رغم صدور قوانين عدة وآخرها قانون "الإدارة المتكاملة للنفايات الصلبة"، الذي أقره مجلس النواب اللبناني في 24 أيلول (سبتمبر) 2018."

 

ورداً على سؤال عن وضع المعامل في محيط الكرنتينا بعد فاجعة 4 آب (أغسطس)، أشار الى أنه "في الحقيقة لم أقم بزيارة المعمل في الكرنتينا بعد الانفجار، ولكن مهما تكن الأضرار ففي الإمكان القيام سريعاً بأعمال الصيانة والعودة إلى الخدمة، لأن المشكلة أعمق من ذلك".

 

برأيه، "معمل الفرز في الكرنتينا وفي العمروسية أيضاً، اللذان دخلا في الخدمة منذ أكثر من 20 عاماً ضمن خطة الطوارئ لمعالجة النفايات في العاصمة وجبل لبنان يعانيان أساساً من الضعف في قدرات المعالجة والتآكل ويحتاجان إلى التحديث. إذ تقدر الكميات التي يتم تجميعها بـ3000 طن يومياً مقابل القدرات الرسمية للمعالجة التي لا تتجاوز 2300 طن في اليوم، مع الإشارة الى أنه عملياً لا يجب اعتبار أكثر من  ثلثي القدرة الرسمية لدواعي الأعطال والصيانة"، مشيراً الى أنهما "يعانيان أيضاً من عدم الكفاءة في الفرز إذ لا يتم فرز أكثر من 10 في المئة من المواد للتدوير وأقل من 15 في المئة من المواد العضوية للتسبيخ تذهب إلى معمل الكورال بقدرة 300 طن في اليوم فقط، رغم إحتوائها على أكثر من 60 في المئة من المواد العضوية، فيما باقي الكمية أي 75 في المئة، وهي بحدود 2500 طن، فتذهب إلى المطامر متسببة بإستهلاكها السريع".