بحُكم طبيعة دورة الحياة يغادر الأشخاص هذه الدنيا، مهما كانت قيمة وجودهم. إلا أنّ لمغادرة كل شخص منهم آثاراً مختلفة باختلاف دورهم وتأثيرهم في الحياة الخاصة والعامة. ومن بين أولئك الذين جمعوا بين الخاص والعام، وشكّلوا في حياتهم حجر زاوية في مسيرة المجتمع، أمين السر العام السابق في الحزب التقدمي الإشتراكي الراحل المقدم شريف فياض.
المقدم شريف فياض، الذي غادرنا قبل 4 سنوات، المتواضع والمخلص والوفي والمتفاني الذي ما عرف يومًا الاستكانة، كان مثالاً في كل الخصال التي تحلّى بها، لا سيما المناقبية التي ميّزته في حياته العسكرية والحزبية والوطنية، وذاك الالتزام الذي ترسّخ في شخصيته، والوفاء الذي كان بالنسبة إليه تعبيرًا صادقًا عن إنتمائه لخط ومبادئ وقيم الحزب التقدمي الإشتراكي.
أربع سنوات على غيابه، وطيفه حاضرٌ في الحزب وفي مؤسساته الرافدة، وفي العمل الوطني، نفتقدُه موجّهاً، ومحاورًا لبقًا، وصديقًا صادقًا، ومسؤولاً أميناً.
المقدم فياض، الرفيق، والقائد، والأمين، وكما أمانته على المبادئ يترسخ في ذاكرة الحزب وفي صفحاته المشرقة، واحداً من أولئك الذين تركوا أثرا وبصمة في تاريخ العمل الحزبي والوطني والنضالي...
في مسيرته الحافلة بالنضال والتضحية والبطولة والعطاء والتفاني والإخلاص والالتزام، وفي جهده من أجل التقدم وجدارة المسؤولية وكسب الثقة وحصافة الموقف ورجاحة الرأي، كان شريف فياض مقدّماً متقدماً. وبعد رحيله تتواصل المسيرة على عهد الأمانة نفسها، لكي تبقى الشعلة مضاءة.