كشفت رئيسة مجلس إدارة شركة "بارك انوفايشن" (Park Innovation) الدكتورة ديانا جنبلاط عن مشروع واعد أبصر النور في منتصف العام 2019، ويعنى بالشباب ومواكبة سوق العمل ومتطلباتها، والتكنولوجيا الحديثة، أو ما يُعرف باقتصاد المعرفة، والذي يشرع الأبواب للشباب والطلاب في الانفتاح على الأسواق العالميّة واكتساب مهارات جديدة، إذ تقدّم الشركة الى هؤلاء برامج مجانية ومكثفة لبناء قدراتهم وصقل مهاراتهم، إضافةً إلى حاضنة أعمال للشركات الناشئة التي تساهم في تسريع الأعمال، كما مساحات للعمل عن بُعد مجهزة بأحدث التقنيات والانترنت للتمكن من جذب الشباب والمواهب وتعزيز الإبتكار في منطقة الجبل.
فمنذ تاريخ انطلاقها، ساهمت الشركة في احتضان وتسريع أعمال أكثر من 15 شركة ناشئة في مجال التكنولوجيا، كما بادرت الى توجيه أكثر من 60 طالباً وطالبة نحو المستقبل المهني، وتقديم تدريب مكثف لهم حول أحدث اللغات في علوم البرمجيات المطلوبة في سوق العمل، اضافة الى اقامة عدد من المؤتمرات والورش حول مستقبل العمل والتعليم المبتكر، شارك فيها المئات من الطلاب والأكاديميين وأصحاب الاختصاص. كما تقوم حالياً بالتحضير لمخيم تدريب جديد، والعمل على ربط خريجيها بفرص عمل مناسبة وذلك بالتنسيق مع أبرز الشركات في لبنان وخارجه.
تقول الدكتورة جنبلاط: "إنّ التكنولوجيا أحدثت تقدماً ملحوظاً في قطاعات متنوّعة، وتؤكّد الدروس المستقاة من أزمة "كوفيد - 19"، أنّ شركات كثيرة حول العالم تواجه حقائق ووقائع جديدة. وتتمثّل أبرز هذه الوقائع بتسجيل 4.57 مليارات مستخدم للإنترنت حتى نيسان المنصرم (المرجع Statista)، في وقتٍ بدأت تنشأ نماذج أعمال جديدة، وتأثّرت الوظائف التي تتضمّن مهمات متكررة بالأتمتة والذكاء الاصطناعي".
وبحسب الدكتورة جنبلاط، فقد "تصدّر العمل عن بُعد الواجهة، الأمر الذي سيؤثّر في الكثير من المعايير والسلوكيات بين البشر. كذلك فقد أدّت جائحة "كوفيد - 19" إلى زيادة الإعتماد على أدوات التعاون المستندة إلى الحوسبة السحابية ورقمنة المعاملات التجارية". وتابعت أنّه "في الوقت الذي يتشكّل مشهد حديث، ستحدّد الحقائق الجديدة كيفية تعامل الاقتصادات وتأقلمها ومواجهتها للتغييرات".
وأوضحت أنّ "النقص في المتخصصين الذين يعملون في مجال التكنولوجيا أصبح يشكّل مصدر قلق للشركات وأرباب العمل في جميع أنحاء العالم"، مشيرةً إلى "إشكالية هي عدم وجود تطابق بين العلوم النظرية والمهارات التي يتطلّبها سوق العمل بالنسبة الى الخريجين الذين درسوا علوم البرمجة والكومبيوتر".
وعن الوضع المحلّي على الساحة اللبنانية، رأت أنّ "القوة العاملة في لبنان تمرّ في وقت صعب، موضحةً أنّ الاضطراب السياسي والأزمة الإقتصادية القاسية يؤثران سلبًا على آفاق التوظيف، في وقت ترتفع معدلات البطالة. مشاهد الدمار الاليمة بعد انفجار مرفأ بيروت زادت إحباط الشباب ورغبتهم في الهجرة للبحث عن حياة فضلى. وهناك تفاوتٌ في الدخل يعاني منه سكان الأرياف خصوصاً، كما أنّ الفجوة الرقمية بين المناطق الريفية والحضرية مستمرة في الاتساع أكثر من أي وقت مضى".
وتحدّثت جنبلاط أيضًا عن تأثير تغير المناخ على زيادة حصول الكوارث الطبيعية، وتالياً زيادة التحديات التي تواجهها الاقتصادات في الأرياف، لافتةً إلى أنّ "هذه التحديات لا تؤدي إلى الضغط على استخدام الموارد البيئية مثل المياه والتربة فحسب، لكنّ التكنولوجيا الجديدة تعني أنّ القطاعات الريفية التقليدية باتت أمام منافسة كبيرة، وستواجه عوائق للوصول إلى أسواق جديدة".
وقالت: "نحن في شركة Park Innovation، تتركّز مهمتنا على تطوير الذهنية الريادية والبيئة الحاضنة للابتكار الرقمي في المناطق الريفية". وانطلاقًا ممّا تقدّم، أوضحت أنّ "الشركة تهيّئ وتحفّز قدرات الشباب في الأرياف بهدف إتاحة الفرصة أمامهم للتنافس في الاقتصاد الرقمي العالمي"، مشيرةً إلى ان "النهج المتبع له أشكال متعدّدة، إذ تؤمّن الشركة مكتبًا لعمل الشركات الناشئة، وتساعدها على إطلاق الأعمال التجارية، إضافةً إلى الحصول على مهارات في أكاديمية البرمجة".
وانطلاقًا من إيمانها بإعادة تشكيل مستقبل الأعمال الريادية والناشئة في الأرياف اللبنانية، تقدّم شركة Park Innovation الخدمات الآتية:
- حاضنة أعمال وبرنامج لتسريع أعمال الشركات الناشئة: أمام الشركات الناشئة فرصة لإطلاق نشاطاتها التجارية وتوسيع نطاقها مع القليل من الاستثمار في المساحات المكتبية أو البنية التحتية لتكنولوجيا المعلومات، حيث إن الشركة تؤمّن الحاجات الأساسية للانطلاق بأقل أعباء ممكنة. وتأمل الشركة في توظيف الإمكانات التقنية الجديدة في عمل الأفراد والشركات في المناطق الريفية. ففي هذا الوقت، باتت الحلول الزراعية الذكية تساعد المزارعين في ترشيد استخدام المياه، كما تُظهر الأدوات الرقمية للاستجابة لحالات الطوارئ مناطق اندلاع حرائق الغابات وكيفية انتشارها، وتساعد هذه الأدوات رجال الإطفاء في إنقاذ الأرواح. والجدير ذكره أنّ الشركة منفتحة على الأفكار الجديدة والأساليب المبتكرة التي تعالج تحديات الحياة في المناطق الريفية.
- برامج صقل المهارات: تستثمر الشركة في التنمية البشرية من خلال تدريب الطلاب والخريجين وطالبي العمل لصقل مهاراتهم لكي تتلاقى مع حاجات سوق التكنولوجيا وربطهم بفرص عمل محتملة حول العالم. كذلك يؤمّن النهج الذي تتبعه الشركة فرصًا للنمو الإقتصادي والأمن الاجتماعي لسكان الأرياف وتتيح لهم المجال للمشاركة في سوق التكنولوجيا العالمية.
- مساحة للعمل عن بُعد: تؤمّن الشركة أماكن للعمل للعاملين عن بعد وللشركات المحلية في المجال الرقمي، وتتوافر الإنترنت في هذه الأماكن بأسعار معقولة، كذلك فإنّ العمل من أي مكان سيغيّر مشهد العمل في المناطق الريفية، ويستفيد العمال من القرب من الطبيعة ومن نفقات المعيشة المخفضة.
المصدر: النهار