Advertise here

الثنائيات مجدداً... واتصالات في الكواليس لإعادة إنتاج "صديقي جبران"

13 تشرين الأول 2020 12:08:35

بمجرد أن تجتمع القوى السياسية على مبدأ اختيار الكتل أو الأحزاب للوزراء الإختصاصيين، يعني ذلك ضرب للمبادرة الفرنسية في الصميم. وعلى ما يبدو هذا ما كانت عليه جولة المشاورات التي أطلقها رئيس تيار المستقبل سعد الحريري بلقائه مع رئيسي الجمهورية ميشال عون ومجلس النواب نبيه بري. 

حاول الحريري أن يتجنب أي خلاف مع عون، فسارع إلى اقتراح التشاور مع كل القوى السياسية للإتفاق على الشخصيات الوزراية. في موقفه من بعبدا كان الحريري واضحاً بأن الحكومة ستؤلف من وزراء إختصاصيين، لكنه لم يقل وزراء مستقلين أو ممنوع على القوى السياسية أن تسمّي هؤلاء الإختصاصيين.

رضخ الحريري لشروط عون وحزب الله من حيث المبدأ، وأطلق مفاوضات التأليف قبل التكليف، فيما يستكمل الخطوة الغريبة بإرسال وفد نيابي للقاء الكتل والدخول في مشاورات حول تشكيل الحكومة، علماً أن هذا التحرك هو سابقة في تاريخ تشكيل الحكومات. 

في اللقاء مع الرئيس نبيه بري أيضاً كان الحريري ليناً بخلاف ما فرضه على مصطفى أديب، تمسك بري بشروطه وهي اختيار الثنائي الشيعي لأسماء الوزراء الشيعة، والتمسك بوزارة المالية، والإتفاق الأساسي هو أن كل القوى السياسية تقدّم أسماء مرشحيها للحريري لاختيار من بينها.

هذا التحرك الذي أطلقه الحريري وسط معطيات تفيد عن الكثير من الإتصالات في الكواليس لإعادة انتاج التسوية بينه وبين "صديقي" جبران باسيل، الأمر الذي كان قد أشار إليه رئيس الحزب التقدمي الإشتراكي وليد جنبلاط بشكل واضح منتقداً العودة إلى مسار الثنائيات، لا سيما أن عون قد أحال الحريري على باسيل للتفاهم وهو كان قد احال سابقاً كل من راجعه في ملف الحكومة على رئيس التيار الوطني الحرّ. 

الأسلوب الذي رفضه جنبلاط دفعه لأن يعلن بأنه غير مضطر للسير بتسمية الحريري، خاصة وأن الأخير طرح نفسه مرشحاً وبدأ العمل حتى قبل إبداء الكتل النيابية آراءها وقبل تكليفه في تجاوز واضح للدستور ولاتفاق الطائف.


هنا لا بد من طرح سؤالين أساسيين، عن مدى قدرة هذه الحكومة قيد التشكيل على انتزاع الثقة الدولية والحصول على مساعدات، طالما أنها ستكون قائمة على أسس العودة إلى ما قبل التحولات اللبنانية الكبرى، وهل يمكن للمجتمع الدولي أن يغير موقفه بمجرد أن سعد الحريري أعلن ترشيحه؟ هذا من الناحية الأولى، ومن الناحية الثانية، ماذا لو لم يسم اللقاء الديمقراطي والقوات اللبنانية سعد الحريري لرئاسة الحكومة، بينما تم اختياره من قبل قوى الثامن من آذار، هل سيرضى بقبول التكليف؟ وما سيكون موقفه؟ سيحاول الحريري العودة إلى إصلاح ما اقترفه من أخطاء، في محاولة منه لكسب التكليف يوم الخميس، على أن تعود مفاوضات التأليف في المرحلة اللاحقة، وبحال لم ينجح في كسب التوافق، فإن الإستشارات ستتأجل حكماً.