Advertise here

الحريري أمام احتمالين وشروط قاسية... ومصير مصطفى أديب؟

12 تشرين الأول 2020 11:30:45

أطلق الرئيس سعد الحريري حركة مشاوراته السياسية للبحث عن فرصة لإعادة إحياء المبادرة الفرنسية، وتشكيل حكومة تلتزم الخطة الإصلاحية التي قدمتها باريس وتبناها الأفرقاء السياسيون. مساء الأحد التقى الحريري برؤساء الحكومة السابقين، لم يطرح عليهم مبادرته من منطلق سياسي، بل من منطلق إقتصادي، فاتحهم سريعاً سائلاً: "هل أنتم مع المبادرة الفرنسية بشقها الإقتصادي وتوافقون على تبنيها والعمل وفقها للخروج من الأزمة؟" لم يعترض أي من الرؤساء، وإعتبروا أنها المحاولة الأخيرة للبدء جدياً بالسعي لتجنب المزيد من الإنهيار.


لا يطرح الحريري أي معادلة سياسية، يحاول أن يبتعد عنها لتسهيل مبادرته والعودة الى رئاسة الحكومة، وفي اللقاءات مع رئيس الجمهورية ميشال عون ورئيس مجلس النواب نبيه بري لدى الحريري السؤال نفسه من منطلق إقتصادي. ولكن لا يبدو ان مجانبة الحريري للطروحات السياسية ستكون سهلة، لأنه سيجد الكثير من العقبات في السياسية التي ستعترض طريقه. 

يبادر الحريري وهو العالم بأن مساعي مصطفى أديب أجهضت لأسباب سياسية، لكنه يقول انه لا يمكن ترك البلد لمصيره، وبحال ترك سيواجه حرباً اهلية هو لا يريدها ويحاول منعها، والمقصود بالحرب الاهلية ان تستخدم الازمة السياسية والحكومية كفرصة لتوتير الاجواء الامنية والاستمرار في مسار الانهيار لفرض تغيير في بنية النظام السياسية والدستورية. وهو كرر ذلك امام رؤساء الحكومة السابقين.

سيواجه الحريري شروطاً اقسى من الشروط التي رفعت بوجه مصطفى أديب، هو رئيس تيار سياسي، سيحيله ميشال عون الى جبران باسيل للتفاهم، على آلية التشكيل والتمثيل، والتفاهم حول كيفية توزير الوزراء المسيحيين. كما ان الثنائي الشيعي يبدو متمسكاً بحكومة تكنوسياسية، وبحال تنازل عن هذا الشرط، سيكون لديه شروط اخرى، تسمية الوزراء الشيعة، الحصول على وزارة المال، الموافقة على الحقائب الاخرى التي ستمنح لهما، بالاضافة الى البحث في البيان الوزاري والخطة الاقتصادية وفق مواقف امين عام حزب الله الذي رفض الالتزام بكل ما يمليه صندوق النقد الدولي.

لن تكون طريق الحريري معبدة بسهولة، لكنه يحاول النفاذ من ثغرة ضئيلة جداً في ظل الشروط والتصعيد، وهناك من يعتبر انه امام احتمالين اما ان يقدم تنازلاً قاسياً وقاتلاً في السياسة لتشكيل الحكومة، او ان يلاقي مصير مصطفى أديب وبالتالي تلقي ضربة سياسية قاسمة. لكنه يرد على مثل هذا الاحتمال بأنه يكون قد حاول ما أمكن ورمى الكرة في ملعب الجميع، وهم يتحملون مسؤولية الانهيار والمخاطر.