Advertise here

القدس مدينة العروبة والتآخي والسلام

11 تشرين الأول 2020 11:10:10

نعتز في المدرسة التقدّمية الإشتراكية بإيمانٍ لا يتزعزع وصلابة لا تقهر بعروبة فلسطين الجريحة وبحق شعبها في العودة والكرامة بعيداً عن أطر الدعايات الملفقة والمجانية والمشبوهة ويكفينا فخراً إنتسابنا إلى فكر شهيد فلسطين القائد المعلّم كمال جنبلاط.

في شباط 1993 كنّا وفداً من الحزب التقدّمي الإشتراكي برئاسة المرحوم المقدّم شريف فياض أمين السر العام والرفيق خالد المهتار وأنا والهدف كان بالتعاون مع القيادة الفلسطينية المطرودة من لبنان هو تحفيز الرأي العام الإيطالي بكافة مكوناته السياسية والحزبية والدينية من أجل إعادة الفلسطينيين المبعدين قسراً إلى مرج الزهور، وهذا الإبعاد تمّ في ك1 1992 لحوالي 417 قائداً ومفكراً من مكونَي الجهاد الإسلامي وحماس والمستقلين وجلّهم من أرباب المهن الحرة والفكر والسياسة، وصل المبعدون إلى ما بعد آخر نقطة عسكرية لقوات العميل لحد في تلة زمريا، وفوجئوا بالقرار اللبناني بمنع تجاوزهم إلى الداخل فكان ما كان من إقامة مخيم لهم في مرج الزهور ورعاية شؤونهم من قبل الحزب التقدّمي وأنصار الحق الفلسطيني على الساحة اللبنانية.

وصلنا روما في 3 شباط وكان للمرحوم المقدّم فياض صلات صداقةٍ وسياسة ٍمع الكثير من اللبنانيين هناك ومن القوى السياسية الإيطالية مع علاقةٍ خاصة بالسفير اللبناني في روما، كل هذه القيم الإضافية خدمت مهمتنا وكان للسفير المناضل نمر حماد باعٌ طويل في تسهيل إتصالاتنا فهو فتحاوي ديبلوماسي ينتسب إلى الجيل المؤسس في تنظيم منظمة التحرير الفلسطينية.

 في روما وليومين إستطعنا أن نشكل فريق عمل منّا ومن الأخوة الفلسطينيين فأضيف إلينا القادمين من لبنان الرفيق طلال خريس ممثل الحزب التقدّمي في روما ومن الجانب الفلسطيني أضيف إثنان من القياديين هما جبريل الرجوب وكانت تربطنا به معرفة حيث كنّا قد استقبلناه في راشيا الوادي عند إبعاده العام 1992 وسهّلنا له تواصلاً مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر الدولي وهو يتمتع بالكثير من القيم القيادية ويُعتبر من رجالات الصف الأول فلسطينياً.

أما الثاني فكان د. سري نسيبة وهو مقدسيٌ أصيل تضرب عائلته عمقاً في تاريخ القدس وصولاً إلى صلاح الدين الأيوبي    1187 م. هذا ما عرفناه عنه وهو كان بشجاعته وغزارة علمه وديبلوماسيته يُنبؤك بهذا الإرث التاريخي والحضاري.

فريق عملنا تجاوز أصابع اليد وأضيف إليه في الجنوب الإيطالي مناضلون من لبنان وفلسطين أمثال كيوان كيوان و د. الزغير وفي الشمال في بولونيا وفَرّيرا كان العشرات من اللبنانيين والفلسطينيين ينضمون إلى ورشة عملنا تحت شعار تأمين حق عودة المبعدين الفلسطينيين إلى ديارهم.

وفي واحدة من إتصالاتنا كنّا في زيارة ودية لمطران في الجنوب يعرف القدس زائراً، ملائكي طاعن في السن يعرف عن عروبة فلسطين وقدسها الشريف أكثر ممّا يعرف بعض المدّعين، في غمرة الحديث أفشى له الدكتور سرى نسيبة أصله المقدسي وإيمانه السني المكّي والدور الذي تلعبه عائلته الكريمة في حفظ مفتاح كنيسة القيامة توارثاً عن أجداده فهم سدنة الكنيسة وحملة مفاتيحها، وهذه النعمة مُنحت منذ فتح القدس وطرد الصليبيين منها لسبع عائلاتٍ سنية ٍعربيةٍ مقدسية، لا أذكر إذا كانت المهمة دورية في الأيام والشهور أم على امتداد القرون الطويلة وهذا العنوان يرمز إلى التآخي العربي في القدس الشريف بين مسلميها ومسيحييها.

فبكى المطران معانقاً د. سري مبتهلاً للمولى بأن يعيد القدس لأصحابها وعربها.
هذه الخاطرة كانت أمانةً في ذاتي أردت إيرادها في زحمة المناقشات عن العتب المسيحي على الإبتهاج المسلم بما يجري في تركيا من تطييفٍ للمتاحف التاريخية العملاقة...