Advertise here

قرار فتح صفوف الشهادات محفوف بالقلق... الخطر الصحي يستدعي تدابير استثنائية

10 تشرين الأول 2020 18:38:37

تشهد إنطلاقة العام الدراسي الجديد تخبطاً كبيراً وتحديات لا تعد ولا تحصى أبرزها التحدي الوبائي الخطير، فرغم إطلاق الكتاب الرقمي وإعتماد التعليم المدمج والمحاولات الحثيثة لإنجاح عملية التعليم عن بعد والتخفيف عن كاهل اللبنانيين، فإن الأزمة الإقتصادية الحادة التي يعاني منها لبنان تحول دون توفير سبل التكنولوجيا التي تسمح بنجاح تجربة التعليم عن بُعد، حيث لا كهرباء ولا إنترنت بشكل سليم، أضف إلى ذلك أن لا إمكانية مادية للأهالي لشراء الأجهزة الإكترونية اللازمة لمتابعة الدروس، ولذلك فإن العراقيل كبيرة وصعبة التخطي. 

ويشكّل تفشّي كورونا العامل الأبرز الذي يتحكّم أيضا بمصير العام الدراسي، اذ بعد تسجيل حصيلة إصابات كبيرة بـ"كورونا" في الأيام القليلة الماضية حيث سجل نهار الأربعاء أعلى حصيلة يومية منذ شباط (1459 إصابة و9 حالات وفاة)، أوصت لجنة متابعة تدابير "كورونا" المنبثقة عن الحكومة بتأجيل فتح المدارس، بحيث تبدأ صفوف الشهادات الرسمية وصف البكالوريا القسم الأول والثاني وما يوازيهما في التعليم المهني نهار الإثنين في 12 تشرين الأول، على أن تتبعها تدريجياً باقي الصفوف عبر التعليم المدمج بعد أسبوعين أي في 26 تشرين الأول حسب برنامج وزارة التربية، وذلك بسبب أعداد الإصابات المتزايدة والمنحى التصاعدي والمرعب لواقع إنتشار "كورونا" في لبنان.


الا ان القرار لا يبدو منطقيا في ظل التفاقم الصحي الخطير. وعما إذا ستتقيد المدارس الخاصة بتوصيات لجنة "كورونا" وتأجيل فتح المدارس إلى 26 تشرين الأول خاصةً بعد تلميح المدارس الكاثوليكية إلى جهوزيتها للبدء وإمكانية عدم الإلتزام بقرار التأجيل، أكد نقيب المعلّمين في المدارس الخاصة رودولف عبود في حديثٍ مع جريدة الأنباء "الإلكترونية" أن المدارس الخاصة سوف تفتح أبوابها حسب قرارات الوزارة وليس لكل الصفوف، فقط للصفوف التي سمحت الوزارة بفتحها.

وعن موضوع تقسيم وزير التربية للحصص بين حضورياً وعن بعد، قال عبود: "وزير التربية ترك الحرية للمدرسة الخاصة أن تقرر ضمن عدد الساعات التي حددها، ومن المفروض أن يكون هناك إلتزام". وأضاف: "لا أتصور أن أحداً سيقترح أن يأتي التلاميذ يومياً بست أو سبع حصص حضورياً، لأن لدينا مشكلة أنه في حال وجود صف كبير سوف يعمل على تقسيمه الى شعب، وهناك مداورة سوف تحصل أي أنه سيتم تقسيم أيام الحضور على الطلاب والشعب".

وأشار عبود الى ان "تخفيف المناهج الذي حصل في المركز التربوي يدخل ضمن هذا الإطار، أي أنه لا يوجد ضغط برامج كبير لكي نكون مضطرين الى عدد أيام تعليم تراكمي مثلما جرت العادة أي 170 يوماً في السنة".

من جهته، أشار مفوض التربية في الحزب التقدمي الاشتراكي سمير نجم في حديث مع جريدة "الأنباء" الإلكترونية إلى أن "موقف الحزب التقدمي الإشتراكي يتماشى مع الدعوة إلى إفقال البلد لمدة 15 يوما بشكل صارم قبل الذهاب نحو خطوة فتح المدارس".

ولفت نجم الى أنه "من الأفضل ان تتساوى المدارس الخاصة والرسمية بقرار إيقاف التعليم هذه المدة، لأن تزايد عدد الإصابات بات أمراً مخيفاً والمستشفيات ليست جاهزة والادوية واللقاحات ليست متوفرة، وهناك أهالي ايضاً لديهم تردد في إرسال اولادهم إلى المدارس خوفا من الوباء".

وقال نجم: "نرى صناديق بعض المدارس فارغة، وليس باستطاعتها ان تشتري مستلزماتها من الحد الادنى، لذلك هناك حذر من اطلاق هذا العام الدراسي"، مستطردا "إذا كنا في شباط الماضي قد اقفلنا المدارس بسبب 4 اصابات كورونا فكيف الآن والاصابات بالالآف".

في السياق ذاته، أوضح أمين عام مؤسسة العرفان التوحيدية ورئيس اللجنة الثقافية في المجلس المذهبي لطائفة الموحدين الدروز الشيخ سامي أبي المنى في اتصال مع "الأنباء" أن "هناك حيرة لدى المؤسسات التربوية كما وزارة التربية في موضوع بدء العام الدراسي، كما ان هناك ضغطاً على المؤسسات هذه من اجل البدء بالعام الدراسي على الأقل في صفوف الشهادات"، مشيرا الى انه يعلم ذلك من اتحاد المؤسسات التربوية الخاصة في لبنان و"التي قسم منها ضغط على وزارة التربية في هذا القرار".

وتابع أبي المنى: "لقد أُُخذ القرار في لجنة متابعة "كورونا" على ان يبدأ العام الدراسي يوم الاثنين الواقع في 12/10/2020، ضمن ضوابط وتدابير معينة".

ورداً على سؤال، قال أبي المنى: "نحن فس مؤسسة "العرفان" اتخذنا قرارنا منذ وقت ببدء العام الدراسي بالتعليم عن بعد وأن لا يأتي الطلاب حضوريا الى المدرسة، وقد يستمر هذا الامر حتى نهاية الفصل الأول. ولدى مؤسسة العرفان قاعات مجهزة بالانترنت واللابتوب وكل ما يحتاجه الطالب، كذلك للاهالي الذين يرغبون بالقدوم مع أولادهم الى المدرسة لمساعدة أولادهم، لكن عليهم هم ان يقوموا باصطحاب أولادهم الى المدرسة لاننا قد اتخذنا القرار بعدم المغامرة بحياة الناس في ظل هذه الظروف الراهنة".

ورداً على سؤال عن امكانية تعميم هذا الامر على مدارس لبنان كلها، قال أبي المنى: "هناك مدارس ليس لديها الامكانية المادية الكافية للقيام بذلك، كما ان هناك اهالي لم يتجاوبوا ايضا مع هذا الامر، وإذا لم يتعاون الاهل ففي النهاية الطالب سيكون هو كبش المحرقة".

وختم: "ان معلمي العرفان قاموا بتحضير المنهج للدراسة عن بعد مسبقا لهذا العام الدراسي وسوف يكون هذا الأمر على منصة تربوية متطورة يستطيع ان يدخل لها التلميذ عندما يُحب كما يستطيع ان يتناوب أكثر من شخص عليها وعلى جهاز واحد".