Advertise here

شللٌ سياسي وفشلٌ رسمي ولبنان مُحاصر بالنيران.. نار الهمّ المعيشي ونار الوباء ونار الحرائق

10 تشرين الأول 2020 05:15:00 - آخر تحديث: 10 تشرين الأول 2020 19:25:24

وكأنها اللعنة التي تأبى ترك لبنان بحاله. لم يعد يعرف اللبنانيون أي نارٍ يجب إطفاؤها أولاً، فقد حاصرتهم في كل مكان: نار الهم المعيشي، ونار الوباء، والمأساة التي حلّت بهم بعد انفجار مرفأ بيروت، ليعود المشهد الحزين السنوي يلتهم ما بقي من أحراج لبنان بالنار التي اشتعلت في قرى مختلفة على امتداد المناطق اللبنانية من الشمال إلى الجنوب. وقد رفض ليل أمس ان ينقضي قبل انفجار غير معروف الأسباب في طريق الجديدة، أدى إلى سقوط 4 قتلى في آخر حصيلة حتى منتصف ليل أمس.

أمام هول تلك المصائب، باتت السياسة في أدنى سلّم الاهتمامات. وقبل 6 أيام من موعد الاستشارات النيابية الملزمة في قصر بعبدا، لا تزال الحركة السياسية شبه مشلولة، دون أي أفق واضح رغم محاولة الرئيس سعد الحريري أمس رمي حجر في المياه الراكدة.

عضو تكتل "لبنان القوي"، النائب ماريو عون، رأى أن الحريري عبّر عن رغبته بالعودة إلى رئاسة الحكومة بعد أن أخذ على عاتقه القيام بالاتصالات اللازمة مع القوى السياسية في الأيام الثلاثة المقبلة لتدعيم هذه المبادرة، مشيراً إلى أن موقف التكتل منها لن يُعلن قبل اجتماعه الأسبوع المقبل.

عون أشار عبر "الأنباء" إلى أنه، "ليس هناك من طرح جديد في مبادرة الحريري، فما قاله كان مطروحاً في السابق بأنه يريد حكومة اختصاصيين مستقلين، وكل العملية كانت للهروب من طرح الرئيس نجيب ميقاتي بتشكيل حكومة تكنو- سياسية برئاسة الحريري كي لا يُحرج بمشاركة النائب جبران باسيل في الحكومة. ولكن تختلف الظروف اليوم عن السابق والبلد يمر بظروف صعبة جداً، وبحسب الحريري، "ليست هناك غير المبادرة الفرنسية والخوف أن تسقط ولا يعود أحد ليبادر من أجل إنقاذ البلد"، مكرراً القول إن موقف التكتل من مبادرة الحريري مرهون بالاتصالات التي وعد بها. 

من جهة ثانية، استغرب عضو تكتل "الجمهورية القوية"، النائب وهبة قاطيشا، في اتصالٍ مع "الأنباء" الانتقادات التي وجّهها الحريري للقوات ورئيسها من دون معرفة الأسباب والدوافع، سائلاً: "ماذا تغيّر، ولماذا الحريري لم يعاتبنا، ولم يسألنا عن شيء. ورغم ذلك لن نرد عليه، ولن ندخل في سجال معه". 

رئيس دائرة الإعلام والتواصل في "القوات"، شارل جبور، أوضح في حديثٍ مع "الأنباء" أن تكتل "الجمهورية القوية" سوف يجتمع يوم الأربعاء المقبل للتشاور وتحديد الموقف المناسب في موضوع التكليف، وبانتظار هذا الاجتماع "فإن القوات، ومنذ ثورة 17 تشرين، عبّرت عن موقفها بالتمسك بحكومة مستقلين بعيداً عن أي فريق سياسي، وهي ما زالت على موقفها بضرورة تشكيل حكومة مستقلين من رئيسها إلى كل الوزراء فيها، لأن كل التجارب السابقة كانت فاشلة حكومياً، وآخرها حكومة حسان دياب".

واعتبر جبور أن "التجربتين الأخيرتين لحكومتي الحريري لم تكونا موفقتين، وانطلاقاً من موقفها المبدئي فإن الاتجاه لدى القوات سيكون من هذا المنطلق بما يتعلق بتسمية الرئيس المكلف".

تزامناً، أكدت مصادر عين التينة عبر "الأنباء" أنها لن تعلّق على كلام الحريري "بانتظار نتائج الاتصالات التي وعد بالقيام بها لتسويق ترشيحه لرئاسة الحكومة"، وأن عين التنية، "لا زالت تعتبر الحريري مرشّحها رغم كل شيء، ولكن ليس بشروطه بل بشروط المصلحة الوطنية، والموقف النهائي من المبادرة سيعلن في اجتماع كتلة التنمية والتحرير مطلع الأسبوع".

 المصادر اعتبرت اتهامات الحريري للثنائي الشيعي "فشّة خلق"، آملة أن تعود الأمور إلى مسارها الطبيعي في الأيام المقبلة.

صحياً، وفيما يواصل رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي، وليد جنبلاط التحذير بأن البلد أمام، "خطر إبادة جماعية أخطر من الطاعون والكوليرا إذا ما استمرت الأمور على هذا الشكل". وفيما لا تزال 79 بلدة من البلدات التي شملها قرار الاقفال في الدائرة الحمراء، أي في دائرة الخطر، لم يرشح عن اجتماع السراي الحكومي الذي عُقد برئاسة حسان دياب والوزراء أية قرارات لطمأنة اللبنانيين، في حين لم يُناقَش في الاجتماع خيار الإقفال التام، بل جرى تقييم الخطوات السابقة، ما يعني هشاشة الموقف الحكومي في مواجهة هذا الوباء، والمرحلة الخطيرة التي وصل إليها.

مصادر طبية أكدت عبر "الأنباء" أن الوضع العام في البلاد بلغ مرحلة الخطر الشديد، والمستشفيات لم تعد قادرة على استقبال المرضى، مناشدةً منظمة الصحة العالمية القيام بما يلزم قبل أن تفلت الأمور ويصبح لبنان أمام واقع جديد لا يمكن تحمّله.