مرةً جديدة يأتي الأمل من خارج الحدود، من الغربة التي أنتجت شباباً مبدعاً ومتفوقاً في شتّى المجالات، وكأن قدر اللبنانيين دائماً النجاح بعيداً عن أرضهم ووطنهم.

أمين أنور يحيى واحدٌ من هؤلاء المبدعين، فقد درس الطب في الجامعة الأميركية ليذهب من بعدها إلى الولايات المتحدة الأميركية مستكملاً تخصّصه في مجال معالجة أزمات القلب، في جامعة "ستانفورد". 

كان يحيى من أوائل الباحثين في الولايات المتحدة ضمن حقل زراعة القلب والموت المفاجئ، وقد ألّف أكثر من كتاب يبحث في هذا الأمر، حيث انضمّ إلى جمعية (HFSA)، وكان من أهم الباحثين فيها وهي التي تضم كبار الأطباء ومن بينهم الطبيب اللبناني الأصل مايكل دبغي. 

وكشف والد أمين، قائد الشرطة القضائية السابق، العميد المتقاعد أنور يحيى، في اتصالٍ مع "الأنباء" أن الجامعة اللبنانية الأميركية اقترحت على أمين أن يأتي ليكمل ما بدأه هنا، على أن يقوموا باستحداث قسمٍ داخل الجامعة لهذا الاختصاص، لكن أمين ما زال مستمراً في دراسته وأبحاثه في أميركا إلى أن يتحسّن وضع لبنان ويعود.

وأبدى يحيى فخره بما حقّقه نجله من إنجازات في الخارج، معبّراً عن استيائه لبعده عنه، وعدم قدرته على الإنتاج في وطنه، آملاً أن يتحسّن وضع لبنان لتوفير جوٍ مناسبٍ لعودته.

أمين أنور بحيى خير مثالٍ على هجرة الأدمغة من لبنان وعلى خسارته لهذه الطاقات المهمة والخلّاقة، فإلى متى سوف يستمرّ هذا النزيف؟ وهل سيستطيع لبنان يوماً ما أن يعود ليحتضن أبناءه، ويكون لهم الوطن الحقيقي؟