Advertise here

الأدوية تختفي لأن "ما عم توفّي مع الشركات"... ونقيب الصيادلة لـ"الأنباء": نتجه نحو كارثة

06 تشرين الأول 2020 11:53:20

لم يعد مشهد الصيدليات يوحي بالطمأنينة، فعدد كبير من الأدوية غير متوفر فيها، حتى تلك الرخيصة الثمن والبسيطة، اذ يمكن ان تطلب علبة "بانادول" ولا تجدها، الأمر الذي يؤشر إلى الدخول في مرحلة الأزمة الخطيرة في قطاع الدواء، حتى قبل رفع الدعم من قبل مصرف لبنان.

"الأنباء" قامت بجولة على بعض الصيدليات وحاولت طلب بعض الأنواع من الأدوية، لتكتشف انها فعلا مقطوعة. يقول صاحب احدى الصيدليات إن كل الأدوية التي كانت رخيصة الثمن لم تعد موجودة، "ما بقى توفّي مع الشركات المستوردة"، وفق تعبيره. أما الأدوية الغالية الثمن وغالباً ما تكون أدوية السرطان فهي محتكرة.

صاحب الصيدلية أشار الى ان نقص الادوية "يعود إلى أن شركات الدواء لا تغطي بشكل كامل كافة الادوية، أو تبيع الصيدليات الدواء بشكل محدود"، لافتا إلى أن هناك خوفا من عدم توفر الدواء في الفترة المقبلة وهذا ما دفع الطبقات الميسورة الى شراء كميات من الادوية تكفي لمدة سنة وعمدت الى تخزينها في البيوت، وانعكس ذلك سلباً على باقي المواطنين، وجعل الصيدليات تعاني من هذا النقص.

وتعليقا على هذا الواقع، أوضح نقيب الصيادلة الدكتور غسان الامين في حديث مع جريدة "الأنباء" الالكترونية ان هناك ازمة دواء حادة يعانيها القطاع، وخاصة تلك المتعلقة بالامراض المزمنة مثل أدوية القلب والسكري وأدوية الاعصاب وبعض أدوية السرطان، وهذا ناتج عن عدة اسباب، اولا غياب الاستقرار السياسي وعدم وجود حكومة، الأمر الذي انعكس بالتالي على استقرار سعر صرف الدولار، والسبب الآخر صدور تصريحات تقول برفع الدعم عن الدواء آخر العام ما سبّب حالة هلع عند المواطنين وتوجه الميسورون منهم الى شراء كميات من الادوية وتخزينها، وهذا ادى الى انخفاض المخزون لدى المستوردين حيث نزل المخزون للشهر تقريباً "وهذا مؤشر خطير جداً".

وشدد الامين على ضرورة الاستمرار في دعم الدواء، لافتا الى اجتماعات تحصل في وزارة الصحة وهناك اجتماعات للجنة تشكلت بمرسوم في مجلس الوزراء، وهناك تقديم اقتراحات من قبل المعنيين في موضوع الدواء لمواجهة الازمة، وكذلك هناك فريق عمل لدى حاكم مصرف لبنان يعمل على هذا الموضوع "من اجل اعداد لائحة لتأمين الأمن الدوائي للمواطن بالامكانات المتاحة".

وشدد الأمين على ضرورة استمرار اجتماعات بين كل المعنيين وان تكون شفافة لمعالجة الموضوع ومواجهة الازمة و"الا فنحن متجهون نحو كارثة بكل معنى الكلمة".

ولفت الامين الى ان ما يجري اليوم من قبل مستوردي الادوية "هو تقنين في تسليم الدواء للصيدليات، وهذا يؤدي الى نقص الادوية فيها، ونقصها في المستودعات، وهناك تعليمات من وزير الصحة الى الصيدليات بترشيد توزيع الادوية على كل الصيدليات بنفس الاستهلاك الذي كان السنة الماضية، وتم الطلب من الاطباء عدم وصف دواء للمريض لأكثر من شهر، والطلب من الصيدليات أن لا تعطي دواء لأكثر من شهر".

وأضاف الأمين: "اجمالاً هذه القرارت أتت متأخرة لأن اليوم هناك شح في الدواء والادوية غير متوفرة بالشكل اللازم الذي يجب ان تتوفر فيه".

وجدد الامين الدعوة لكل المعنيين بموضوع الدواء الى "مصارحة اللبنانيين لمعرفة مدى قدرة المصرف على تقديم الدعم لقطاع الدواء وسبل المعالجات".