Advertise here

الأطفال يفضلون المعرفة... أكثر من المكافأة

05 تشرين الأول 2020 18:15:00

    
يقدر معظم البالغين المكافأة، سواء المادية أو المعنوية، على المعرفة كقيمة في حد ذاتها، بل وفي الكثير من الأحيان لا يكون الاهتمام بالمعرفة إلا وسيلة لتحقيق فائدة معينة والوصول إلى مكانة أفضل.

لكن  الأطفال على الرغم من حداثة أعمارهم يقدرون العلم والمعرفة المجردة كقيمة أكثر من الفوائد المتوقعة منها، خلافاً للبالغين على عكس التصور العام عن الأطفال، هذا ما كشفت عنه أحدث الدراسات الأميركية التي تناولت سلوك الأطفال، ورغبتهم في التعلم من عدمه.

قام العلماء بعمل مقارنة بين سلوك الأطفال والبالغين من خلال لعبة معينة اشترك فيها أطفال تتراوح أعمارهم بين 4 و5 سنوات، وأشخاص بالغون. وفي هذه اللعبة كان لكل اختيار مكافأة معينة. وفي بداية اللعبة تعلم الجميع التركيز على الاختيارات التي تعطيهم أكبر المكافآت، ولكن مع الاستمرار في اللعبة استغل البالغون معرفتهم بالاختيارات الأكثر منحًا للمكافآت لمضاعفة أرباحهم، متجاهلين أي أشياء مثيرة ظهرت في اللعبة، ومنها اختيارات أخرى. إلا أن الأطفال اهتموا أكثر بمحاولة استكشاف هذه الأشياء أكثر من التركيز على المكسب المادي فقط. وأعاد الأطفال أيضاً الخيارات نفسها حتى الأقل منحاً للمكافأة، لمعرفة إذا كانت قيمتها قد تغيرت من عدمه.
وأوضح العلماء أن الرغبة في الاستكشاف (Exploration) تعد من أهم الدوافع للتعلم في مرحلة الطفولة أكثر من المكافأة الوقتية. وعند سؤال البالغين عن تفسيرهم لرغبة الأطفال في الاستكشاف، أجابوا بأنها رغبة عشوائية. وعلى حد تعبيرهم، فإنهم يركضون بلا هدف، ويقومون بفتح الأدراج والخزائن، ويلتقطون الأشياء العشوائية من الأرض.

وأشار العلماء إلى أنه خلافاً لتصورات البالغين، فإن رغبة الأطفال في الاستكشاف ليست عشوائية، بل أقرب ما تكون إلى النظامية، بمعنى أنهم (الأطفال) يسلكون منهج تتبع معين حتى لا يفوتهم أي شيء. على سبيل المثال، فإن متابعة كل الاختيارات تكون بهدف عمل مقارنة بينهم، والإحاطة بكل الفرص المتاحة، وهو ما يعتبر منهجاً في حد ذاته.